انطلاق هي واحدة من أبرز الشركات الريادية في مصر، ظهرت فكرتها بعدما اطلع مؤسسوها عن قرب على فرص النمو للشركات الناشئة المصرية خلال السنوات الـ5 الماضية، حيث استهدفت العمل على زيادة تعزيز ثقافة ريادة الأعمال ودعم القدرات الشبابية من خلال الشركات الناشئة بوصفها مصدرًا أساسيًا للاستثمار الأجنبي، وكان الانطلاق الرسمي للفكرة في فبراير 2023، بناءً على التوصيات الرئاسية في “منتدى شباب العالم”.. من هنا خرجت “انطلاق” إلى حيز الوجود، وقد حرصت “كانفاس” على إلقاء الضوء على هذه التجربة من خلال اللقاء بأهم مؤسسيها رائد الأعمال محمد إيهاب، والذي تم اختياره بقائمة “فوربس” للشباب الأكثر إبداعًا وابتكارًا في الشرق الأوسط تحت سن الـ30 في 2023، فكان هذا الحوار:
كيف كان ميلاد شركة انطلاق؟ وإلى أي مدى نجحت في تحقيق أهدافها الخاصة بدعم بيئة ريادة الأعمال في مصر؟
جاء تدشين شركة انطلاق كاستجابة لتكليف من إدارة منتدى شباب العالم بتفعيل مبادرتها بإنشاء حاضنة عالمية لرواد الأعمال والمشروعات الناشئة والصناعات الصغيرة، بالتنسيق مع رئاسة مجلس الوزراء والجهات المسئولة مع التوسّع في إشراك القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل الدولية وشركاء التنمية في هذه المبادرة، وتستهدف شركة “انطلاق” أن تصبح مصر مركزًا إقليميًا وعالميًا جاذبًا لريادة الأعمال عن طريق دعم القطاعات التي يوجد بها العديد من فرص الاستثمار الواعدة التي تتسق مع “رؤية مصر 2030”.
وقد بدأت شركة انطلاق منذ أكثر من عام، وبالرغم من أننا مازلنا في أول الطريق، إلا أننا عندما دخلنا في السوق قمنا بأول خطوة مهمة، وهي بناء شراكات مع قطاعات عديدة، مما ساعدنا على التحرك بسهولة في القطاع، وحتى الآن نحن بصدد تحقيق أهدافنا التي تُعد طويلة المدى ولدينا رؤية حول كيف سيكون شكل القطاع في عام ٢٠٣٠.
ما طبيعة الدعم الذي تقدمونه للشركات الناشئة؟ وهل تضعون حلولا لأزمات التمويل والتسويق؟
في شركة انطلاق لدينا ذراعان: الذراع الأولى هي الاستشارات كمعرفة الوضع الحالي للقطاع وعمل التقارير، وباستخدام التقارير عن القطاع نجعل متخذ القرار قادرا على اتخاذ قرار مبني على أساس بيانات، والذراع الثانية هي صياغة الاستراتيجية للشركات الناشئة والشركات التي تود أن تتوسع هنا في مصر، كما نساعد الشركات المصرية في الاستثمارات، وأيضًا نعمل مع مشروعات استراتيجية مع الدولة، ونضع دائمًا مقترحات وحلول في التقارير لكل الأقسام الخاصة بريادة الأعمال للقطاع ونسعى للعمل عليها.
ماذا عن الخدمات الفعلية التي قمتم بتقديمها للشركات الناشئة؟
شركة انطلاق قدمت خدماتها لـ20 شركة وصندوق استثمار بقيم سوقية تصل إلى مليار دولار، مقسمة بين 75% شركات محلية، و25% شركات أجنبية، تعمل في قطاعات التكنولوجيا المالية، وسلاسل الإمداد، والتجارة الإلكترونية، والتعليم، والصحة، والطاقة النظيفة، وتكنولوجيا الزراعة، كما نعمل على عقد شراكات مع 35 شركة في 7 دول بالمنطقة أبرزها مصر، والمغرب، والبحرين، وجنوب أفريقيا، لتقديم خدمات لريادة الأعمال ودمج فئات اجتماعية مختلفة.
ما أهم المبادرات التي أطلقتها الشركة حتى الآن؟
من أهم المبادرات أننا كنا شريكا أساسيا لمنتدى شباب العالم في مبادرة ريادة الأعمال التي تسلّط الضوء على ريادة الأعمال وتدعمها في القطاع المصري، كما أن لدينا برنامجا للجامعات، وسوف يتم تنفيذه قريبًا بالشراكة مع وزارة التعليم العالي، وهذا ما تم عرضه أمام السيد الرئيس في مؤتمر الشباب بالإسكندرية وعلى أساسه أصدر قرارا بإعفاء خمس سنين من الضرائب للشركات الناشئة المصرية، ونحاول مع الجهات المعنية أن يتم تطبيق هذا القرار فعلًا على كافة الأصعدة.
ما التحديات التي تواجه مجال ريادة الأعمال والشركات الناشئة في مصر؟ وما رؤية شركة انطلاق لمواجهة هذه التحديات؟
عدم إتاحة وتوفر البيانات والسياسة الموجودة غير متماشية مع سرعة وتيرة القطاع وطبيعته، ولذلك في بدايتنا أردنا أن نجلس مع الشركات الناشئة لنرى مشاكلها، وبالتالي نضع استراتيجية للشركة من خلال تحديد “الأذرع التي سنبدأ بها في دعم الشباب والشركات الناشئة”، وهكذا نعمل التقارير التي تحتوي على بيانات تكشف عن القصور والإيجابيات وعلى أساسه يستطيع متخذ القرار اتخاذ القرار الملائم للقطاع، وذلك لأن البيانات هي التي تُحرك صانع القرار، وكنا نحرص عند كل اجتماع على عرض فكرة أهمية البيانات وتوافرها وكيفية مواكبتها مع القطاع ونحن كانطلاق جزء من وحدة ريادة الأعمال التابعة لرئاسة الوزراء نعمل دائمًا على تقديم مقترحات لدعم القطاع.
التقيتم رئيس الوزراء لمناقشة دور الشركة في دعم ريادة الأعمال.. ما طبيعة التنسيق الذي تقومون به مع الحكومة في هذا الشأن؟
التقينا مع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مرتين؛ المرة الأولى كانت عندما عرضنا استراتيجية دعم ريادة الأعمال في مصر، التي كانت جزء منها عرض منصة ريادة الأعمال لمصر وجاري العمل عليها مع الحكومة المصرية بعد أن وجّه رئيس الوزراء في الأخبار أن الحكومة تتعاون معنا في عمل تلك المنصة، والمرة الثانية كانت عندما عرضنا عليه نتائج تقرير قطاع ريادة الأعمال المصري، والمقترحات والحلول التي سوف تسهم في تطوير القطاع، وهذا كان قبل إطلاق التقرير بأسبوع.
كيف تصف اختيارك ضمن قائمة فوربس للشباب الأكثر تأثيرا تحت سن الثلاثين؟
تم اختيارنا “منة زغلول، وعمر رزق، ومحمد إيهاب” من ضمن الشباب الأكثر إبداعًا تحت سن الثلاثين، وذلك لأننا بدأنا “انطلاق” منذ سنة، واستطعنا أن نحقق نجاحات كثيرة خلال تلك الفترة، وقمنا ببناء شراكة استراتيجية مع الحكومة، ومع مجتمع ريادة الأعمال كله، حيث بدأنا العمل في أرض الواقع، وكذلك لأن كل فرد منا له سجل أكثر من عشر سنوات خبرة في مجالات مختلفة، واستطعنا أن نحقق إنجازاً على الأرض، وأصبح لدينا أكثر من ٣٥ شراكة وأصبح لنا تواجد في أكثر من ٧ دول، ولدينا ١٢ شركة ناشئة متواجدة في مسارات أعمال انطلاق، وأيضًا هناك ٨ شركات في الاستشارات نعمل معها، من ضمنها شركة تخطط لتوسيع التكنولوجيا الزراعية في مصر.
كم عدد الشركات الناشئة والناجحة في مجال ريادة الأعمال في مصر الآن؟ وما مقومات نجاح واستمرار أي شركة؟
عدد الشركات الناشئة العاملة في مصر حاليا 677 شركة، ومتوسط عدد فرص العمل بالشركات الناشئة العاملة نحو 45.955 فرصة عمل، ونسبة الشركات التي توسعت محليا وعالميا تبلغ 6.2% من إجمالي عدد الشركات النشطة، ومن أهم مقومات نجاح واستمرار أي شركة هو الابتكار والإبداع عامل أساسي في قيام الشركة، وهو العامل الرئيسي الذي تنافس به الشركات الأخرى، ويجب تحديد العملاء المستهدفين وكيفية الوصول إليهم قبل بدء المشروع، بالإضافة إلى توفير أكبر قدر ممكن من السيولة النقدية، فأحد القواعد الهامة تقول “الأشياء تستغرق وقتًا أطول وتكلف أكثر مما كان متوقعا”.
وقد شهد مجال ريادة الأعمال في مصر نمواً بأكثر من 85% بشكل سنوي، وهذا القطاع استطاع تجميع استثمارات بأكثر من 1.5 مليار دولار، تم ضخها في شركات ناشئة وتوفير أكثر من 60 ألف فرصة عمل مباشرة من خلال الشركات الناشئة.