شركة رنكل الناشئة تصنع الأثاث الراقي من الورق

حوار: محمد صبحي

المهندسان المعماريان عمر التونسي ومازن موسى، صديقان اجتمعا على هدف الحفاظ على البيئة، حيث قاما بتأسيس شركة أثاث منزلي تعتمد على تطوير منتجات وخامات بيئية ومستدامة مثل الطاولات والكراسي المصنوعة من الورق المعاد تدويره، فضلا عن ابتكار طرق وتصميمات تناسب المساحات، حيث يمكن طيها حسب المساحة، بالإضافة إلى سهولة النقل والتخزين.. وقد شارك الثنائي في برنامج “شارك تانك” موسم 2023، وحصل مشروعهما على دعم كبير، ويحمل المشروع اسم “رنكل”، أما كواليس تنفيذه وأسباب نجاحه فيكشفها لنا عمر التونسي في هذا الحوار:  

كيف كانت بداية المشروع؟ ولماذا اخترتم هذه الفكرة؟

كانت البداية من كوننا مهندسين معماريين، ومن صميم علمنا كيفية صنع الأثاث والتصميم من الأخشاب والحديد، وكان لدينا جزء من الوعي البيئي، مكننا من أن نخرج بمنتج يكون صديقاً للبيئة، وقام عملنا على هذا في البداية، لكن لم يكن هناك منتج محدد قادرين على النزول به للسوق بسكل رسمي لأنه بطبيعة الحال يمكن أن يعجب شخصا ما المنتج وآخر يرفضه. ثم بدأ العملاء يطلبون منتجات معينة، فبدأنا نعمل عليها حتى توصلنا لفكرة “رنكل”، حيث يقوم على إنتاج منتج كامل من الورق، وكنا ننتظر موقف العملاء وكيف سيستوعبونه وما هي ردود أفعالهم؟، ومن هنا قررنا أننا لن نقف عن هذه النقطة لكن سنصنع منتجات أثاث عديدة أساسها الورق وتكون صديقة للبيئة.

ما قصة عرض فكرة المشروع بمسلسل “مين قال”؟

في عام 2021 عرضنا الفكرة في مسلسل “مين قال” خلال موسم رمضان 2021 لنرى كيف سيتقبل الجمهور الفكرة، وكان المسلسل من بطولة أحمد داش وأميرة أديب والعديد من الممثلين الشباب، وقد لاقت الفكرة إعجاب الكثير من المشاهدين، ثم قمنا بعمل صفحة على “إنستجرام” وبدأت الصحفة في جلب العديد من المتابعين، وبدأنا في بيع المنتجات، وقد بدأنا بمنتج واحد ووصلنا إلى أن يكون لدينا الآن 5 منتجات. وجميع الخامات مصرية ومعادة التدوير في مصر وهي صناعة مصرية 100%.

ما هي الصعوبات والتحديات التي واجتموها عند تأسيس المشروع؟

يوجد العديد من التحديات التي واجهتنا، أولها كوننا صغيري السن نسبيا، بالإضافة لعدم وجود المصادر المالية المتاحة وهو ما شكل صعوبة كبيرة، فضلا طبعا عن غياب الوعي بالأمور المادية والتسويق، وحتى تكون رائد أعمال نجاح يجب أن يكون لديك فكرة رائدة، كما يجب أن تكون على وعي كامل بجوانب فكرتك وكيف تقوم بتنفيذها وكيف ستجري الأمور فيما بعد، وقد تملك المنتج لكن لا تملك طريقة لتسويقه أو تسعيره، ويرجع هذا لكون الفكرة جديدة من نوعها، فلا يوجد لها منافسون حتى الآن، وقد قمنا بتمويل المشروع ذاتيا أي من أموالنا الخاصة، وكانت هذه مخاطر لعدم خبرتنا بأمور الإدارة والتسويق واستغلال رأس المال، إلى جانب عدم المعرفة الكاملة بطرق البيع.

ما خطة الأسعار التي تضعونها لمنتجاتكم؟

من مميزات هذا المشروع، أن التسعير مرن جدا، لدرجة أن سعر الكرسي على سبيل المثال لو طرحناه  بـ200 جنيه سيوافق العميل، ولو طرحناه بـ8000 جنيه، سيوافق أيضا لأنه لا يوجد منافسون لنا، لكن من العيوب عدم وعي العملاء بفكرة كيف سنستخدم الورق في صنع كرسي أو طاولة وكيف سنقوم باستخدامهاـ علما بأن العميل على وعي بكيفية استخدام الزجاج والخشب لكن ليس على علم بكيفية استخدام الورق.

ما قيمة رأس المال الذي بدأتما به؟ وكم تبلغ القيمة السوقية للشركة الآن؟

بدأنا برأس مال 50 ألف جنيه من أموالنا الشخصية أنا وشريكي، لكن الآن من الصعب أن أحسب لك ما هو رأس مالنا الحالي. وحتى الآن لا يوجد لدينا شركة كبيرة لكن لدينا ورشة نصنع بها المنتجات وعددنا 7 أفراد.

حدثنا عن مشاركتكما ببرنامج “شارك تانك”.. ما موقفكما من عروض شراء أسهم أو حصص من الشركة؟

إدارة البرنامج اتصلوا بنا هاتفيا للمشاركة، وكنت مترددا لأخذ هذه الخطوة بس عدم جاهزيتي لأنني ليس لدي الخبرة المالية أو الخبرة التسويقية الكبيرة التي تدعم مشروعي، وكنت قلقا بخصوص الأسئلة، بعد ذلك قررت الموافقة على المشاركة وما شجعني أن عملية المشاركة تأخذ 3 شهور من بداية التقديم حتى وصولك لعرض فكرتك، ففكرت لماذا لا أقوم بخوض التجربة وبالطبع سأستفيد حتى وإن لم أعرض مشروعي في النهاية لكنني سأستفيد، وهذا بالفعل ما حدث وحتى الأسئلة التي تلقيتها من “الشاركس” جعلتني أفكر بشكل أفضل حتى أقوم بتطوير عملي والتجربة كانت مسلية وجميلة ومتعبة أيضا.

وقد شاركنا في برنامج “شارك تانك” موسم 2023، بعرض 25% من الأسهم مقابل مليون و200 ألف جنيه، وقد حازت الفكرة على إعجاب رجال الأعمال المشاركين، لكن أحمد السويدي وأيمن منصور عرضنا علينا مبلغ مليون و200 جنيه مقابل 40% من الشركة وقد وافقنا على العرض المقدم منهما. وتلقينا عروضا عديدة لكننا مازلنا في مرحلة القبول أو الرفض.

كيف يتم توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في التسويق للمشروع ومنتجاته؟

يعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من أهم طرق التسويق التي استخدمناها للمشروع وطريقة فعالة لمساعدتنا في بيع المنتجات، لأنه حتى الآن لا يوجد لدينا مكان قادرين على استخدامه لبيع منتجاتنا.

ما هو طموحك بالنسبة للمشروع؟

أن يكون لدينا المزيد من المنتجات الصديقة للبيئة بشكل فعال، وتكون الشركة ناجحة، وأن تصبح “رنكل” علامة تجارية  معروف في عالم الأثاث وتقدم حلولا فعالة وذكية.

على المستوى الشخصي.. كيف قمت بتطوير أفكارك في مجال ريادة الاعمال؟ وهل أخذت دورات في هذا المجال؟

لم أقم بأخذ أي دورات متعلقة بريادة الأعمال بشكل واضح، لكن قرأت حول الموضوع، وكوني مهندسا معماريا ساعدني في مجال الأثاث، كما أنني كونت معارف كثيرة حول الاستدامة وكيفية المحافظة علي البيئة وربطها بالاقتصاد، وحاولت قدر المستطاع الاستفادة من كل ما هو حولي، مثلا إذا قمت باستخدام قطعة خشب فكيف سأستغلها بشكل يفيدني ولا يضر بالبيئة، ولا أقوم بأي إهدار للخامات، وإنما تعلمت كيف أعيد تدويرها.

ما علاقة المشروع بجهود حماية البيئة والحفاظ على المناخ في مصر؟

نحن شاركنا بفكرة مشروعنا في مؤتمر المناخ العامي “كوب 27” الذي عقد في شرم الشيخ عام 2022، وبالطبع يوجد العديد من المؤسسات التي تدعم هذا النوع من الشركات التي تحافظ على البيئة، ونحن على تواصل مع هذه الجهات، فنحن نقوم باستخدام ورق معاد تدويره من قبل، ونعمل على تقليل الهادر منه، وعند حصول أضرار سوف نعيد تدويره مرة أخرى، وسنضعه بشكل ما في أجزاء من المنتجات، حتى الخشب يمكن استخدامه بأشكال مختلفة معاد تدويرها، وبذلك نقلل الاستهلاك من مصادر جديدة.

ما هي المراحل التى يمر بها المنتج للوصول إلى نتيجته النهائية؟

يوجد العديد من المراحل المختلفة تبدأ بالبحث المتعلق أولا بنوع الخامات المستخدمة قبل أن تكون مجرد فكرة، ونحن نريد أن نصنع منتجا صديقا للبيئة ويكون منتجا ذكيا وخفيفا، فقررنا أن يكون منتجنا من الورق، وفي ضوء ذلك نختار شكل الورق المستخدم ونحدد وزنه وكيفية تشكيله، وما هي التصميمات التي سنقوم باستخدامها وكيف سنقوم بتطويره، ونعمل دائما على الاستماع للعملاء وعن ردود أفعالهم لنقوم بتطوير منتجاتنا. ونسعى الآن لأن نثبت أقدامنا في مصر، وأن يصبح لنا وجود في الأسواق المختلفة ويصبح لدينا العديد من المنتجات المختلفة أيضاً.

Scroll to Top