لكل رواد الأعمال.. كيف تستفيد من خدمات حاضنات الأعمال؟

تحقيق: مازن أمجد- محمد صبحي- أحمد وائل- فرح فيليب

يحتاج أي مشروع صغير في بدايته لنوع خاص من الرعاية والتوجيه والتمويل أيضًا، ولهذا يبحث رواد الأعمال عن فرصة لدعم مشاريعهم الناشئة للقدرة على تطويرها بشكل كامل حتى ترى النور، في هذه المرحلة من عمر أي مشروع يأتي دور “حاضنات الأعمال” حيث تقوم تلك المؤسسات بتقديم العديد من صور الدعم والخدمات التي تقود الشركات والمشاريع الصغيرة في كافة المجالات إلى طريق النجاح، كما تعمل الحاضنات على ضمان بقاء واستمرار وجود الشركات فيما بعد فهي تقوم بالإشراف على المشروع بشكل دقيق، كما تساعد في تقليل البطالة والعمل على بناء وتنمية الاقتصاد.. في السطور التالية قمنا بجولة ميدانية لعدد من الحاضنات النشيطة التي تقدم الدعم لمشروعات الشباب، فكان هذا التحقيق..

في البداية، تقدم تلك الحاضنات أهم ما يساعد المشروعات الناشئة على النجاح والتقدم، حيث تقوم بتقديم استشارات مالية وإدارية كما تسهم في التسويق وتعمل على التوعية بأهمية الدورات التدريبية العملية والإدارية، مما يساعد على تشجيع المشاريع والأفكار المبتكرة للشباب الخريجين وغيرهم للنمو والتطور واكتساب خبرات جديدة للنجاح والمشاركة في سوق العمل.

كانت بداية جولتنا من حاضنة أعمال “ابني”، حيث التقينا تامر أحمد، مؤسس الحاضنة ابني، ويقول: “منذ عام 2019، بدأت شركتنا العمل في مجال حاضنات الأعمال، وهدفنا الرئيسي هو تنمية وتطوير الشركات التي تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. وتتركز اهتماماتنا في مجالات التكنولوجيا، والاقتصاد الزراعي، والاقتصاد الأخضر، ونحن نضع شروطًا صارمة لرعاية أي مشروع في حاضنتنا، بما في ذلك جدية الفريق واجتياز اختبار التأكد من قبول العملاء والتحقق من صحة بيانات العملاء قبل الحصول على التمويل. وفي بعض الأحيان، نبدأ من مرحلة الفكرة الأولية”.

ويضيف تامر: “تتضمن خدماتنا الرئيسية التدريب وبناء العلاقات مع الأطراف الاقتصادية والممولين، بالإضافة إلى توفير مساحات العمل والتمويل المادي. عادةً، يتم تخصيص مبلغ يبلغ 300 ألف للشركات المشاركة في حاضنتنا، بالإضافة إلى الخدمات التدريبية والشبكات، وتعمل حاضنتنا بمبدأ خدمة الاقتصاد ولا تأخذ نسبة من الشركات المشاركة، بل تعتبر مبادرة مانحة بحتة، ونفخر بأن عدد الشركات التي نجحت في الخروج من حاضنتنا يتجاوز 200 شركة، ومن بينها 35 شركة ما زالت مستمرة حتى الآن”.

وانتقلت جولتنا إلى حاضنة جسر مصر الخير، حيث التقينا شيرين إبراهيم، مسؤولة الإعلام والعلاقات العامة بالمشروع، وتقول “إن جسر مصر الخير هي حاضنة أعمال تكنولوجية لدعم الشركات الناشئة في مجالات المياه، الزراعة، التعليم، والصحة، وتابعة لمؤسسة مصر الخير، التي تأسست في عام 2013. وتهدف جسر مصر الخير إلى توفير بيئة مفتوحة للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، سواء عبر تقديم الدعم المادي أو العيني، أو من خلال توفير فرص السفر والتواصل، كما تركز جسر مصر الخير على مجالات محددة هي المياه، والزراعة، والتعليم، والصحة، وهي نفس المجالات التي تقدم فيها مؤسسة مصر الخير دعمها. وأضافت شيرين أنه من المهم أن تكون الأفكار والشركات الناشئة المستفيدة من جسر مصر الخير قد تأسست في مجالات ذات صلة باهتماماتنا، وتقدم حلاً مبتكرًا في هذه المجالات، كما تتميز حاضنة جسر مصر الخير بتقديم مجموعة متنوعة من البرامج للشركات الناشئة، مثل برنامج ما قبل الاحتضان الذي يستهدف الأفكار الأولية والشركات الناشئة في مرحلة مبكرة، وبرنامج الاحتضان الذي يقدم الدعم للشركات الناشئة في مراحل تطويرها المتقدمة. ويتضمن الدعم المقدم من جسر مصر الخير تمويلًا ماليًا وخدمات استشارية قانونية ودعمًا في مجال التدريب وإدارة العمليات والتسويق، وتعتبر جسر مصر الخير شريكًا حقيقيًا للشركات الناشئة، حيث قدمت الدعم لأكثر من 46 شركة حتى الآن، وتعمل على تمكينها وتطويرها لتحقيق النجاح والنمو في مجالاتها المختلفة، إن وجود جسر مصر الخير كجسر بين مؤسسة مصر الخير والشركات الناشئة يعزز الابتكار وريادة الأعمال في مصر، ويسهم في تحسين الظروف المعيشية وتعزيز التنمية المستدامة في المجتمع.

ثم انتقلنا إلى حاضنة مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمالTIEC ، حيث تقول جيهان محرم، المسؤولة الإداري بها: “تهدف الحاضنة إلى دعم الإبداع وتعزيز ريادة الأعمال في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الأمر الذي يسهم في رفع مُعدلات نمو الاقتصاد الوطني، وتأسست في 2010 بالقرية الذكية بهدف وضع مصر على خارطة الابتكار العالمية والتنافس في تقديم ابتكارات للعالم، ويعتبر المركز هو الأول من نوعه في مصر والثاني على مستوى القارة الأفريقية والرابع على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث كونه عضوًا معتمدًا لدى الشبكة الأوروبية للأعمال EBN، ويُنافس عالميًا في مجال الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال، ومن أهداف المركز العمل كوسيط محفز للأعمال بين الحكومة والقطاع الخاص والجامعات، وتحديد وإدارة وتنسيق البرامج والمبادرات المختلفة المستمدة من استراتيجية الإبداع وريادة الأعمال بالاشتراك والتعاون مع الأطراف المعنية، والعمل على حل المشاكل التي تواجه الدولة في الوقت الراهن، والترويج لمصر كمنافس عالمي في مجال الإبداع ذو القيمة المضافة.

وأضافت محرم: توفر إدارة الحاضنة، باقة احتضان متكاملة للفرق أصحاب المشاريع والشركات الناشئة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويمكن لأي شركة ناشئة التقدم للحاضنة من خلال ملء الاستمارة حيث يتم تقييم الاستمارات المقدمة بشكل دوري كل ثلاثة أشهر وترسل دعوات للفرق المقبولة بصفة مبدئية لطرح أفكارهم، والفرق التي تجتاز هذه المرحلة يتم احتضانها لمدة سنة، وبجانب الحاضنة يوجد برنامج ما قبل الاحتضان وهو برنامج يهدف إلى تسريع دورة حياة الشركات الناشئة خاصة في مراحلها الأولية، ونقل خبرة سنوات في بضعة أسابيع أو أشهر فقط وبنظام تدريبي من خلال العديد من الدورات وكيفية تحسين تقنيات العرض للمشاريع الخاصة بالشركات الناشئة، بالإضافة إلى جلسات توجيه فردية لكل شركة ناشئة على حدة وتكون عبارة عن 14 محاضرة أونلاين، و6 جلسات توجيه فردية أونلاين.

وتذكر محرم أن شروط القبول تتمثل في أن يكون فريق الشركة مكونًا بحد أدنى من 2 إلى 3 أفراد، ويجب أن يكون أحد المؤسسين على الأقل مصريًا ولديه مشروع ذو فكرة مبتكرة مدعومة بالتكنولوجيا ويقدم الآتي: النموذج الأولي الذي يأملون في تحويله إلى منتج في السوق، وأن تكون الشركة الناشئة حريصة على النمو، والتقديم كشركات وليس أفراداً، والكفاءة التكنولوجية، ويجب أن يتمتع الفريق بالقدرة على تطوير التكنولوجيا الذين يستخدمونها. وبعد الموافقة على احتضانهم يتم دعم الفريق بالمساعدة بمبلغ منحة للتسجيل التجاري والضريبي، وعمل جلسات توجيه إضافية للشركات الناشئة لتحسين أدائها، وعمل مساحات مشتركة مجانية في المركز.

وتابعت محرم أن المعايير التي يتم اختيار المشروعات على أساسها لقبول احتضانها تتمثل في أن يكون المشروع مبتكرًا ويقدم حلولًا لأي من تحديات السوق، وإمكانية تطبيق المشروع، وأن يكون مدعوما بنموذج عملي أو تجريبى، ويجب أن يكون المشروع موضوعا ومبلورا وتحت رعاية رواد أعمال شباب أو من لديهم ملكات عملية، ولا يمكن احتضان طلاب الجامعة لأنهم غير مؤهلين للتقدم حيث إنه يتطلب التفرغ للعمل على إنجاح المشروع، وفي حالة تقدم شاب حديث التخرج من الجامعة يجب توافر الشهادة الجامعية والمؤهلات الضرورية لتنفيذ المشروع، كما أنه لا مانع من قبول فريق عمل بمؤسس واحد فقط فى حال وجود فريق للعمل معه، مع ضرورة تخصيص الوقت والمجهود كاملاً للعمل على نجاح المشروع، ويجب على المشروع أن يقدم منتج أو خدمة ذات استمرارية اقتصادية، وله القدرة على جذب استثمارات، وقدرة على النمو، وهنا في برنامج الحاضنة يتم الدعم بملبغ مالي كبير، وبمكان للعمل مزود بالأثاث وتوصيلات الإنترنت، والبرامج الأساسية وأدوات وأجهزة الكمبيوتر خلال وقت الاحتضان، وتوفير مرشدين فنيين وموجهين.​

ومن أشهر الشركات الذي قامت حاضنة TIEC باحتضانها شيزلونج وهي عيادة نفسية أونلاين، وهو أول منصة للعلاج النفسي عبر الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحازت على المركز الأول في رواد الأعمال “هنا الشباب” (برنامج تلفزيوني يقدم مسابقة لرواد الأعمال الشباب) في 2017، والمركز الأول في مسابقة الشركات الناشئة في مراحلها الأولى من مؤتمر مصرف لبنان لتسريع الأعمال في 2015، والمركز الثاني في مسابقة Microsoft Openness الخاصة بالمطورين 2015.

وفي نهاية جولتنا التقينا دينا زكي، من حاضنة جامعة النيل، حيث تقول: بدأت الحاضنة في عام 2016، عن طريق إطلاق المبادرة الوطنية لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة من قبل البنك المركزي المصري بهدف تمكين الشركات المحلية من خلال إنشاء وتوسيع نطاق الأعمال التجارية القائمة بالفعل. وقد أعلن البنك المركزي المصري عن تخفيض سعر الفائدة بنسبة 5٪ على القروض المقدمة للشركات الصغيرة والمتوسطة وألزم جميع البنوك المصرية بتخصيص 20٪ من محفظة قروضها للشركات الصغيرة والمتوسطة، وفي جامعة النيل، تمت صياغة استراتيجية  دعم النظام البيئي لسد الفجوة بين التكنولوجيا والبحث مع سوق B2C وB2B والقدرة التنافسية العالمية للمنتجات المحلية. والنهج المتبع في مراكز جامعة النيل لا يتعلق بـ”الأبحاث الجاهزة” بقدر ما يتعلق بتحويل الأبحاث إلى منتجات مبتكرة تجعل حياة الأفراد والشركات أكثر ازدهارًا وكفاءة وإنتاجية. وكان مركز التنافسية لريادة الأعمال والابتكار (IECC) على وجه الخصوص هو المكان الذي وجدت فيه مبادرة البنك المركزي المصري لتمكين الشركات المحلية صدىً واضحًا.

Scroll to Top