نوادي الجامعات تكتب شهادة ميلاد رواد أعمال المستقبل

تحقيق: فرح فيليب

تقوم نوادي ريادة الأعمال بالجامعات المصرية بدور فعال في نشر ثقافة العمل الحر بين الطلاب، وذلك من خلال الأنشطة وورش العمل والدورات التدريبية واللقاءات التعريفية المختلفة، وهو ما يسهم في خلق جيل قادر على التفكير خارج الصندوق، وقد شهدت هذه النوادي نشاطًا مكثفًا خلال السنوات الأخيرة من تدشينها، واستطاعت أن تقدم نماذج إيجابية وناجحة في مختلف مجالات ريادة الأعمال، ولذلك قررنا أن نسلط الضوء على أنشطتها وأهدافها من خلال زيارات ورحلات خاصة قامت بها “كانفاس” إلى مقرات هذه الأندية بالجامعات المصرية، فكان هذا التحقيق.  

تقول ريهام الغريب، المدير التنظيمي لأسرة نادي ريادة الأعمال بجامعة القاهرة، طالبة بالفرقة الثانية- كلية العلوم: انطلاقًا من دور النادي المنوط به نشر الوعي بريادة الأعمال بين طلاب جامعة القاهرة، يعقد النادي فعاليات مختلفة، تتدرج بالطلاب من شرح مفهوم ريادة الأعمال، مرورًا بطرق توليد الأفكار الريادية وطرق تقييمها وعرضها، بالإضافة لإقامة المسابقات التشجيعية لتطبيق ما تم شرحه في الفعاليات، ويستضيف النادي بالإضافة إلى ذلك عددًا من النماذج الريادية الناجحة؛ لتشجيع وإلهام الطلاب، ويقوم نادي ريادة أعمال جامعة القاهرة بالعديد من البرامج، حيث يقدم النادي معسكرات تدريبية ريادية، تتراوح مدتها من يومين إلى خمسة أيام، بالإضافة إلى المسابقات الريادية التشجيعية لطلاب الجامعة، إلى جانب فعاليات مختلفة من يوم واحد تتعدد موضوعاتها، ويلقيها عدد من خبراء ريادة الأعمال الذين يستضيفهم النادي، ويتم الاشتراك في فعاليات وأنشطة النادي من خلال استمارة التسجيل المرفقة مع إعلان كل فعالية، وتُنشر هذه الإعلانات على صفحات النادي على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

وأضافت ريهام أن عدد طلاب الجامعة 207 آلاف طالب، وعدد الطلاب الحاملين لعضوية النادي 2767 طالبًا، وعدد الطلاب الذين تم تدريبهم 1300 طالب، وللنادي العديد من الشراكات، منها شراكة مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وشراكة مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وشراكة مع حاضنة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ومن أهم النماذج التي استفادت من نادي ريادة أعمال جامعة القاهرة حمزة أبو الخير صاحب تطبيق “لثغة”، وقد حصل على زمالة إنزيشا لرواد الأعمال، ودخل ضمن حاضنة الأعمال goodwill أحد الحاضنات التابعة للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا.

 وأكدت ريهام أن دور النادي يقتصر على الدعم المعنوي، وتقديم خدمة التوجيه والتدريب لأعضائه، وتصعيدهم إلى بعض حاضنات الأعمال، أما عن أهداف النادي لعام 2024 فتتمثل في التخطيط لعقد معرض للابتكار ورواد الأعمال على مستوى الجمهورية، وتوسيع الشراكات مع الجهات المختلفة والمؤسسات المهتمة والممولة للمشروعات الناشئة، ويخطط النادي لعقد معسكر عن كيفية حماية حقوق الملكية الفكرية، وتسجيل براءات الاختراع للأفكار الريادية.

ومن جانبه، يقول الدكتور محمد……، المسؤول عن إدارة نادي ريادة أعمال جامعة بورسعيد، إن نادي ريادة أعمال جامعة بورسعيد بدأ تقريبًا منذ ثلاث سنوات، وقد حصلنا على التمويل والفكرة من أكاديمية البحث العلمي، ويعد النادي ثمرة تعاون بين جامعة بورسعيد وأكاديمية البحث العلمي، والأنشطة الذي نقوم بها للطلبة عبارة عن مجموعة من الدورات لنشر ثقافة ريادة الأعمال بين الطلاب، وكيفية بدء شركتك الناشئة، وكيفية عمل “البزنس موديل” لكل مشروع، ونحاول دائمًا أن نربط بين الطلبة وبين الجهات الممكنة لتقديم تمويل، ومعرفة النظم البيئية لخلق مشاريع تفيد البيئة وتعريفهم على الجهات الداعمة في مصر، كل هذا من خلال دورات للطلبة بالإضافة للمسابقات، وآخر مسابقة أقيمت قدمت مجموعة جوائز بقيمة 800 ألف جنيه لتشجيع الطلبة على دخول النادي وتقديم مجموعة من الأفكار للمشاريع التي يفكرون في إنشائها، ونشترك في المسابقات المحلية مثل “راللي مصر لريادة الأعمال”، والتي تقوم به  الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، حيث تشارك فيه معظم الجامعات المصرية، ويوجد “أولمبياد الشركات الناشئة” والذي ينظمه صندوق ريادة المبتكرين في وزارة التعليم العالي.

ويضيف الدكتور محمد أن النادي يقوم بأكثر من معسكر لا يقل عدد الطلاب به عن 200 – 300 طالب، ويوجد إقبال عالٍ من الطلاب، ودورنا أن نساعدهم في عمل “ستارت آب” الخاص بهم، وبالتالي فإن من أهدافنا الأساسية نشر ثقافة ريادة الأعمال، ونحن نذهب لكل الكليات وندعوا للاشتراك في المعسكرات، وفي نفس الوقت كجامعة بورسعيد لدينا مادة مقررة عن ريادة الأعمال، تم وضعها في أغلب الكليات في الفرقة الثانية، وأقوم بتدريس هذه المادة في 3 كليات، وتدعم المادة نشر ثقافة العمل الحر.

وتابع أنه يوجد تمويل من أكاديمية البحث العلمي، فمن خلال التمويل نعمل على تقديم مسابقات لدعم الطلاب، لكن كمبالغ للمشاريع يحتاجون لحاضنات الأعمال، وكل جامعة لديها حاضنة، ونحن الآن نحاول أن نقوم بفتح حاضنة بجامعة بورسعيد لتساعد الطلبة في مشاريعهم، بما فيها مشاريع التخرج، ويختلف المحتوى المقدم والدورات حسب الظروف ففي شهر رمضان نقوم بعمل المعسكرات أونلاين، باقي السنة في الأغلب تكون أوفلاين لعمل أنشطة مختلفة في المعسكرات والتدريبات ودائمًا يوجد معسكرات للتفكير التصميمي وكيفية عمل البزنس موديل، ومعسكرات متعددة في كل الموضوعات الخاصة بريادة الأعمال، والذين يعطون الدورات أشخاص ذوو خبرة على مستوى مصر في كل المجالات التي يتم مناقشتها، ويوجد تعاون بين الأندية وبعضها، وأذكر أن من أهم إنجازاتنا أن نساعد بعض خريجي كلية حاسبات ومعلومات لإنتاج شركة للرسوم المتحركة، وهم متميزون ولديهم المعرفة في الفوتوشوب والبرامج التي تقوم بتحريك الرسوم، وكتابة الإسكريبت.

ثم التقت “كانفاس” بالمسؤولين عن نادي ريادة الأعمال بجامعة الأزهر، حيث يقول الدكتور محمد جلال، عميد كلية الهندسة بجامعة الأزهر، ومدير مركز الابتكار وريادة الاعمال، إن جامعة الأزهر من أوئل الجامعات المصرية التي اهتمت بدعم وخلق بيئة داعمة ومشجعة ومحفزة على الابتكار والاختراع والإبداع ونشر ثقافة ريادة الأعمال بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بهدف إعداد وتخريج طلاب متميزين بفكر رواد الأعمال، ومؤهلين لسوق العمل في شتى المجالات والتخصصات وهو الخريج القادر على التفكير العلمى وعلى حل المشاكل، والعمل الجماعي والتفكير خارج الصندوق بطريقة ابتكارية وإبداعية لإيجاد حلول مبتكرة وتطبيقية للمشكلات والتحديات المختلفة، ويكون قادراً على إنتاج المعرفة وليس استهلاكها ولديه المهارات اللازمة لعمل الاتصالات وإجراء المفاوضات الشفهية والمكتوبة بحرفية عالية وغيرها من مهارات ومتطلبات سوق العمل مثل هذه المواصفات لا تتحقق مع الخريج الذى يدرس المناهج القائمة فقط على التلقين والحفظ دون فهم.

ويضيف جلال، من هذا المنطلق يبرز دور ومفهوم الجامعة الريادية الذي اتجهت إليه معظم الجامعات المتقدمة في دول العالم المختلفة والمقصود بالجامعة الريادية هي الجامعة التي تلعب دوراً مركزياً ومحورياً فى تأهيل طلابها على ابتكار الأفكار الجديدة وخلق فرص الأعمال المنتجة وإبداع المبتكرات والاختراعات جنبًا إلى جنب مع تأهيل أعضاء هيئة التدريس بها على وسائل وطرق وأساليب التعليم المختلفة التي تتماشى مع التطور المتسارع لتكنولوجيا التعليم والثورة المعلوماتية التي تزداد يوميًا ومن ثم تسهم الجامعة فى إقامة وصقل مقومات المجتمع السليم الذي يبنى اقتصاد بلده القائم على الاستثمار في المعرفة والابتكار والاختراعات وحقوق الملكية الفكرية والإبداع العلمي والثقافي والمعرفي، والذي يتماشى مع رؤية مصر ٢٠٣٠ ومع توجهات الدولة المصرية في الفترة القادمة وتطلعاتها لدور الجامعات في تحقيق النهضة الحديثة والشاملة لمصر، والتي أعلن عنها رئيس الجمهورية في الاحتفال بيوم عيد العلم في ١٣ ديسمبر ٢٠١٤ بإعلانه عن المبادرة القومية “نحو بناء مجتمع مصرى يتعلم ويفكر ويبتكر” التى أرسى بها ملامح شخصية الإنسان المصرى الجديد، سعيًا إلى تنمية الثروة البشرية الشابة، لكى تكون قادرة بدورها على المساهمة فى بناء مصر الحديثة، دولة عصرية قوية، على أسس من المعرفة كيانها العلوم والفنون والتكنولوجيا التى تقدمها الجامعات والمدارس.

وتابع جلال أن جامعة الأزهر أنشأت نادي ريادة الأعمال، وذلك بقرار مجلس الجامعة في مايو ٢٠١٩، والذي يعد أول نادٍ لريادة الأعمال يتم إنشاؤه في الجامعات المصرية، ويقوم النادي على نشر ثقافة ريادة الأعمال، ودعم الابتكار وإنشاء الشركات التكنولوجية الناشئة بين طلاب وطالبات الجامعة في جميع الكليات النظرية والعلمية. كما يقوم أيضا على إعداد كوادر طلابية مدربة كسفراء وممثلين للنادي في الكيانات الطلابية المختلفة لضمان وصول أنشطة النادي لأكبر قاعدة طلابية في الجامعة، وحرصًا على وصول جميع خدمات النادي لجميع الطلاب ومشاركة الطلاب في تصميم وتنفيذ الفعاليات المختلفة في هذا المجال. وفي إطار آخر، يقوم النادي بتأهيل ورفع كفاءة وإعداد كوادر من أعضاء هيئة التدريس في مجال ريادة الأعمال من خلال دورات تدريب مدربين في عدد من الهيئات والمؤسسات المصرية والدولية المتخصصة في مجال ريادة الأعمال لتكوين قاعدة من المدربين المعتمدين في ريادة الأعمال ليقوموا بتدريب الطلاب والإشراف على جميع الفعاليات الخاصة بريادة الأعمال في كلياتهم المختلفة.

وذكر جلال أن الإنجازات التي حققها النادي تتمثل في حصول طلاب النادي على المركز الأول على مستوى العالم في مسابقة “إيناكتس” وحصلوا على كأس ريادة الأعمال بعد أن نالوا المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية وتأهلهم لتمثيل مصر في المسابقة العالمية لإيناكتس والتي فازوا فيها أيضا بالمركز الأول، وتم تكريمهم من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومن جانب آخر لا يتوقف النادي عن تنظيم ورش عمل ودورات تدربيبة وأيام تعريفية في مجال ريادة الأعمال، فضلًا عن دعم مشروعات التخرج لطلاب الفرق النهائية المشاركة في جميع المسابقات المحلية والدولية الخاصة بريادة الأعمال.

وذكر دكتو جلال أن عدد المستفيدين من خدمات النادي وصل  حتى اليوم إلى ما يزيد عن ١٨ ألف طالب وطالبة في أكثر من ٣٨ كلية علمية ونظرية وجميع بيانات التواصل معهم موجودة في قاعدة بيانات النادي، وتم تدريب ٦٥٤ عضو هيئة تدريس في مختلف الكليات على دورات تدريب مدربين معتمدين في مجال ريادة الأعمال، ويقومون الآن بتنفيذ خطة أنشطة النادي في كلياتهم دون الحاجة لمدربين من خارج الجامعة، وشارك أكثر من ٢٣ عميد كلية و٣٤ وكيل كلية و٢٥ رئيس قسم في حضور فعاليات ومسابقات ريادة الأعمال، وافتتح رئيس الجامعة والسادة نواب رئيس الجامعة أكثر من ٦٥ فعالية من فعاليات النادي.

وأشار جلال إلى أن المهارات التي يتم التركيز عليها تتمثل في ثقافة ريادة الأعمال والعمل الحر وخلق الفرص واستغلالها، ومهارات التفكير الإبداعي والتصميمي، وكيفية تحويل المخرجات العلمية إلى منتجات تكنولوجية يمكن تنفيذها وتسويقها، فضلًا عن مهارات إعداد نموذج العمل التجاري ودراسات السوق ودراسات الجدوى المبدئية وخطة العمل للأفكار التي يمكن تحويلها لشركات تكنولوجية ناشئة، ومهارات تكوين وإدارة فريق العمل والعمل الجماعي، ومهارات العرض وإعداد العروض التقديمية المحترفة للحصول على تمويل أو مقابلة مستثمر، وتطوير المنتجات والتصنيع لتحويل الأفكار إلى نمادج أولية من خلال معامل الابتكار، ومهارات التفكير النقدي وتعلم مفاهيم الابتكار وطرق توليد الأفكار والعصف الذهني، وطرق التسويق والحصول على تمويل لتنفيذ المشروع، بالإضافة إلى أن التمويل يتم من خلال ثلاثة محاور: أولًا. تمويل ذاتي من الجامعة في تنفيذ جميع الفعاليات وورش العمل والدورات التدريبية، ثانيًا. تمويل من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بقيمة مليون جنيه على ٣ سنوات، ثالثاً. تمويل فني ولوجيستي (غير مالي) من بعض البنوك والجهات والمؤسسات من خلال بروتوكولات تعاون مشتركة.

 وأضاف جلال أن النادي ساعد في تمويل ٨٥ مشروع تخرج لطلاب الفرق النهائية بالكليات من خلال تقديم دعم مالي بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، بما قيمته ٧ مليون جنيه، وقام النادي بتقديم تدريب ودعم لأكثر من ٩٦ فريقًا طلابيا بحيث يمكن تحويل أفكار مشروعاتهم لشركات ناشئة، وأخيرا ساعد النادي بالتعاون مع حاضنة الأعمال التكنولوجية (رواق) بجامعة الأزهر في تأسيس عدد ٣٨ شركة تكنولوجية ناشئة في مختلف المجالات برأس مال يفوق الـ١٥ مليون جنيه حاليًا.

ومن جامعة الأقصر، يقول الدكتور أحمد ربيع إبراهيم، نائب مدير نادي ريادة الأعمال بجامعة الأقصر، ومدرس بكلية السياحة والفنادق بالجامعة، إن نطاق خدمة النادي يتسع لجامعة الأقصر بالإضافة لجامعة طيبة وجامعة البنات الأزهرية، ويُعد نادي ريادة أعمال جامعة الأقصر ناديًا جديداً، ويعمل النادي علي نشر ثقافة ريادة الأعمال ومساعدة الشباب بأفكارهم للمشاركة بالمسابقات مثل مسابقة راللي ريادة الأعمال، ويوجد العديد من الدورات التي يتم تقديمها منها أونلاين وأوفلاين وهذا حسب ظروف الجامعة.

وأكد ربيع أن من أهم المهارات التي يقوموا بتدريب الطلاب عليها كيفية توليد الأفكار و”ديزاين ثينكنج” والتسويق ومعرفة الجهات المستهدفة، ووضع الميزانية من خلال المعسكرات أو الورش التدريبية أونلاين، والمستهدفين كل عام حوالي 400 إلى 450 طالبا بالإضافة للموظفين وأعضاء هيئة التدريس، ومن يقومون بتدريب الشباب في الأغلب ترشيحات من أكاديمية البحث العلمي، وقام نادي ريادة أعمال جامعة الأقصر بإطلاق حاضنة أعمال وتم عمل بروتوكول مع حاضنة أعمال جامعة طيبة للتعاون والمشاركة.

Scroll to Top