دينا المفتي هي واحدة من ألمع رائدات الأعمال في مصر والعالم، حيث تحظى بمكانة دولية في هذا المجال بفضل نشاطاتها الملهمة، فقد أنشأت مؤسسة إنجاز مصر، وهي منظمة تركز بقوة على دعم ريادة الأعمال والاستعداد للعمل وهي جزء من شبكة Junior Achievement العالمية، وتعمل “إنجاز” بالشراكة مع المدارس والجامعات في جميع أنحاء مصر، وقد ساعدت في التأثير على أكثر من نصف مليون شاب من خلال برامج ريادة الأعمال والحصول على فرصة عمل.. اللقاء معها كان ثريًا بقدر ثراء شخصيتها وتميزها، وهو ما سنكتشفه معًا في سطور الحوار التالي.
دعينا نتحدث أولًا عن دينا المفتي.. من هي؟ وما أبرز الإنجازات التي قمتِ بها خلال الأعوام الأخيرة من خلال المنظمة؟
في البداية، تركز المنظمة على دعم رواد الأعمال الشباب من خلال حاضنة الشركات الناشئة ومساعدتهم على إطلاق أعمالهم وتسريعها، وقامت “إنجاز” بتمويل ودعم أكثر من 50 شركة ناشئة ناجحة على مدى السنوات الخمس الماضية. ومن خلالها أشارك بنشاط في غرفة التجارة الأمريكية كرئيس مشارك للجنة سيدات الأعمال، كما أنني عضوة في مجلس الأعمال الأمريكي المصري، وعضوة أيضًا في مجلس أمناء الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتم ترشيحي كواحدة من أكثر الشباب العرب تأثيرًا في العالم تحت سن 40 عامًا من قبل أريبيان بزنس لعام 2016. وشاركت كحكم رئيسي في “هنا الشباب” وهو البرنامج التليفزيوني الشهير في مصر الذي يروج للشركات الناشئة ورواد الأعمال، وحصلت على شهادة الدراسات العليا من مدرسة فليتشر بجامعة تافتس، وتابعت دراستي الجامعية في جامعة جورج تاون وتخرجت من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كما أنني حاصلة أيضًا على شهادات مهنية من ولاية بنسلفانيا وإنسياد وهارفارد.
بماذا تنصحين الشباب الذين قرروا خوض تجربة ريادة الأعمال لبدء مشروعهم الخاص؟
الأول هو أنه يجب عليك التفكير في حل لمشكلة معينة أو معالجة مشكلة معينة موجودة في السوق. والثاني هو أنه يجب أن تؤمن بشدة بهذه الفكرة، ومن أهم صفات النجاح الإصرار والمثابرة. ويجب أن يكون لديك إيمان قوي جدًا بأن لديك حلاً لهذه المشكلة. ثم يبدأ عنصر التخطيط والإدارة الجيدة للفكرة فضلا عن دراسة الجدوى والتمويل وكل ذلك يتطلب قرارات مدروسة.
إدارة الموارد البشرية تحتاج لموهبة خاصة.. كيف ينجح القائد في إدارة فريقه؟
أولًا، عليك أن تعمل على نفسك لأنك ستكون قائداً لأفراد مجموعتك وفريق العمل الخاص بك، فأنا كقائد أو كشخص سيبدأ مشروعاً ويقود فريقاً، يجب أن أطور نفسي وأعلم نفسي أشياء جديدة، كما أن القائد سيواجه تحديات ليس لها بداية ولا نهاية، لذلك لا بد من اكتساب مهارات إيجابية في التعامل السليم مع أعضاء الفريق. وأنا شخصيا أتعلم وأطور نفسي باستمرار بشأن كيفية مواجهة هذه التحديات وكيف أكون قادرًا دائمًا على تحفيز فريقي.
ما أهم المعايير التي تقومين على أساسها باختيار المشاريع التي ستستثمري فيها؟
في رأيي فإن المعيار الأهم بالنسبة لي هو الشخص الذي يكون قائداً في العمل الذي سنبدأ فيه. أعني أن يكون قادرا على قيادة فريقه. فكم هو متحمس؟ كيف يعمل بعقله؟ وكيف يواجه التحديات؟ هل هو واثق في مشروعه؟ وهذه كلها معايير ينظر إليها الإنسان في الشخص الذي سيختاره. وأحب كثيرًا النظر إلى الشخص أولا في المقام الأول ثم النظر إلى المشروع، لأنني أشعر أن النجاح بصفة عامة مسألة شخصية. ولهذا يجب أن نختار الشخص الذي يتمتع بهذه الصفات، فحتى لو فشل هذا المشروع فإنه سينجح في مشروع آخر. إذا كان لديه المثابرة والعزيمة والإصرار فإنه سينجح بلا شك.
بماذا تنصحين السيدات رائدات الأعمال قبل بدء مشروعاتهن؟
لا يجب أن يترددن أبداً، فقد تمتلك رائدة الأعمال أفكارًا رائعة، لكن أحيانا يصبحن خائفات أو يتراجعن عن الموضوع أو يشككن في أنفسهن. أقول لهن، تجنبن الشك في أنفسكن. ويجب أن يكون لديكن حماس في الأشياء التي تفعلنها، ويجب أن تكون رائدة الأعمال مؤمنة بنفسها ولديها إيمان ومثابرة فيما تفعله، ومهما كانت التحديات صعبة، فلا يجب أن ندع أحداً يقف في طريقنا ويحبطنا، أيضا يجب أن نختار جيدا من بين ما نفعله وسيكون لدينا ثقة بأنفسنا دائماً.
كيف يعمل رائد الأعمال على تحسين طريقة تفكيره، وهل يعلم نفسه بنفسه أم يستعين أكثر بكورسات التنمية البشرية؟
النقطة الأكثر أهمية في رحلة ريادة الأعمال هي تغيير طريقة التفكير، لأن هذه الرحلة مليئة بالتحديات، حيث إنه يجب أن يكون التفكير إيجابيًا دائمًا وأن تكون لدى رائد الأعمال القدرة على إيجاد فرص وحلول لكافة المشكلات، لكن التردد والخوف والتفكير في المصائب قبل وقوعها سوف يجعلني أفشل في الأمر وسأدمر بنفسي. لذلك يجب أن أتحرر من أفكاري وتقلباتي السلبية. لهذا فإن أفكارنا يجب أن تظل دائمًا إيجابية ونحافظ دائمًا على وجهة نظرنا بشأن التحديات التي سنجد لها حلولًا ونحافظ دائمًا على أننا سنجد طريقة ما لكل مشكلة. ولتحقيق ذلك، يجب أن نطور أنفسنا ونعلم أنفسنا أشياء جديدة، ونبحث عن الأشخاص الذين يشجعوننا ويحفزوننا. هذه كلها أشياء يمكن أن تساعدنا.