هو واحد من ألمع وأنجح رواد الأعمال في مصر والشرق الأوسط، ليس لأنه صاحب تجربة ملهمة في تحدي الصعاب والقفز فوق جدران المستحيل، وإنما لأنه استطاع أن يجعل من النجاح روشة عملية لكل شاب باحث عن فرصة في هذا المجال، هو رائد الأعمال الشاب والمستثمر في مجال التكنولوجيا المالية محمد أبو النجا نجاتي، والذي حاز مؤخراً على منصب مرموق في قائمة أفضل ٢٧ رائد أعمال في القارة الأفريقية بفضل التجارب التي خاضها في عالم المال، ويعد نجاتي من أنجح رواد الأعمال في قطاع التطوير التجاري في الشركات التكنولوجية في الوطن العربي، وكانت له أدوار بارزة في نمو العديد من الشركات الناجحة.. في السطور التالية التقيناه في حوار شامل حول تجربته نجاحه، وإليكم الحوار:
كيف بدأت خبرتك العملية في مجال ريادة الأعمال؟
أنا مهندس تكنولوچيا مصري من خريجي الجامعة الأمريكية بالقاهرة، لكنني لم أكن أهتم بالدراسة وكنت الطالب الأخير على مستوى دفعتي، لكن أهم شيء أنني كنت قادراً على النجاح كل عام في دراستي، بالإضافة إلى أنني كنت أعمل بالعديد من الأعمال، ففي بداية حياتي العملية اشتغلت باللياقة البدنية والجيم، فكنت أعمل ببيع المكملات التي يحتاجها اللاعبون، وبعدها أصحبت مهتما بالسيارات حيث عملت بمجلة auto car وكنت أساعد في بيع السيارات المستعملة، وعملت فترة في سمسرة العقارات ثم عملت في تنظيم الحجوزات في المطاعم. وبعد فترة بدأت أعمل لدى الشركات الكبرى مستشاراً لتطوير الأعمال في شركة (فوري)، والمدير الإقليمي لشركة (كريم)، كما أنني ترأست القطاع التجاري لشركة حالاًHalan inc) ) كما أشغل منصب الرئيس التنفيذي لـ Exits MENA وعضوا بمجلس إدارة شركات مثل itab sawit , koinz ,Robusta. كما استحوذت على حصة من تطبيق نوكس Nocks الذي يُعد التطبيق الأول في العقارات المجزية (real Estate rewarding ) لمصر والشرق الأوسط، كما تم تعييني نائباً لرئيس مجلس إدارة تطبيق (Nocks ).
تميزت بفتح الشركات وتركها بعد إثبات نجاحها.. ما السر وراء هذه الطريقة؟
“مثل نفخ البلالين لكن بشرط أنها متفرقعش”.. فقد ساعدت الكثير من الشركات على القيام في مراحلها الأولى، وبالمناسبة أذكر هنا أن اسم نجاتي لا يمت لي بصلة، لكن جاء من برنامج الكاميرا الخفية لإبراهيم نصر وجملتة الشهيرة “انفخ البلالين يا نجاتي”، فقد كنت أعمل في جلب الزبائن للمطاعم من خلال إحدى الشركات الناشئة حتى أصبحت هذه الشركة طبقا لمجلة “فوربس” الشركة الأولى تمويليا، ورقم 10 على الشرق الأوسط. وبشكل عام أنا أركز على تحقيق مجموعة من الأهداف مثل الربحية والاستدامة وكلما كانت الفرصة أصعب كانت أهم.
كيف قمت بتطوير أفكارك في مجال ريادة الأعمال؟ وهل شاركت في دورات تدريبية أم لا؟
عملت بالفعل على تطوير نفسي من أرض الواقع ومن خلال التجارب، وعملت منذ أن كنت بالمدرسة، وكان أول تدريب لي بالصيف في شركة “العربي”، والآن أعطي بعض الدورات التدريبية، وأنصح الشباب دائما بالاتقان وبناء سمعة طيبة مع الآخرين والتعلم وأخذ خبرة جيدة من أكثر من مكان، وقبل اتخاذ قرار بناء شركة خاصة بك يجب أن يكون لديك القدرة المالية الجيدة، فقبل بناء شركتك تأكد من قدرتك المالية على تحمل الإخفاق قبل النجاح.
حدثنا عن تجربتك في شركة “حالاً” خاصة وأنها تقدم خدمة مثيرة للجدل نوعا ما؟
أنا الشريك المؤسس ورئيس القطاع التجاري لـ “حالًا” وتعتبر حالا من أوائل الشركات في أفريقيا لطلب “التوك توك” مثل شركات هندية، وأصبحت في فترة من كبرى الشركات الآسيوية.
هل شاركت في برنامج شارك تانك؟ وما رأيك في عروض التمويل المقدمة لرواد الأعمال بها؟
لم أشارك في شارك تانك، لكنني شاركت في برنامج “بيبان” نسخة الشرق الأوسط، وهي نسخة ممتازة للشركات المتوسطة والصغيرة، لأن بها قدرة تمويلية أعلى، وأرى أن برامج التمويل مثل “شارك تانك” تميل للجانب الترفيهي أكثر، لأن العروض المقدمة في البرنامج يحدث بعدها العديد من الاجتماعات فيمكن أن تتغير بعض الاتفاقات، لكن ستظل البرامج لها جزء مهم في توعية الأفراد بفكرة ريادة الأعمال وأهميتها بشكل عام.
ما نصائحك لرواد الأعمال للحصول على تمويل مناسب لبدء شركاتهم؟
أنا أدير شركة “أجزيتس مينا”، وهي شركة تساعد الشركات في الحصول على تمويل وبيع الشركات. ومن أهم النصائح ألا تنتقد المستثمرين أو المؤسسين الذين فشلوا في محاولتهم، كما أن وسائل الإعلام والعلاقات العامة مهمة للغاية للتسويق والدعاية لشركتك، أيضا يجب تقييم عروض التمويل والاستثمار المختلفة للوصول للفرصة الأفضل.
هل يمكنك أن تشرح بإيجاز استراتيچيتك نحو أهداف مشاريعك؟ ومتى تبادر بالمخاطرة للدخول في شركات جديدة؟
مساعدة السوق المصري والإقليمي من أهم أهداف مشاريعي، وأخاطر دائما في الدخول لمشروعات جديدة عند وجود مؤشرات جيدة واحتياج حقيقي من السوق للمنتج، فلدي العديد من الأسهم في شركات مختلفة منها “بريدفاست”، وأنا شخصيا أقيم تجربة دخولي في الشركات من خلال هذه المعادلة (أن يكون لديك 100% من شركة تساوي 10 جنيهات أم أن يكون لديك 1% من شركة تساوي مليار جنيه) أيضا أهم شيء الأفراد الذين تعمل معهم، والإدارة في حد ذاتها لا تستهويني، وأعتبر نفسي لا أجيد الإدارة لكنني أعلم كيف أختار أشخاصا مناسبين لأفكار معينة وهذا ما يسمى الإدارة الدافعة للأمام.
برأيك.. ما أبرز المخاطر التي تواجه شركات ريادة الأعمال في مصر؟
اضطراب سعر العملة وقلة الكوادر من أكبر العوامل تأثيراً على سوق الشركات الناشئة في مصر، وكان عام 2023 صعبًا على الشركات الناشئة، وقد فشلت العديد من الشركات بسبب التحديات الاقتصادية على المستوى المحلي والدولي، وارتفاع وانخفاض أسعار العملات المتكرر، بجانب الإجراءات التي تتخذها الأسواق بالخارج، والتي شكلت عوامل جذب للشركات والكوادر من السوق المحلية.
هل هناك شركات ناشئة تقوم بتصفية أعمالها والخروج من مصر فعلا؟
الشركات التي لا تتسم بالكفاءة تقوم بتصفية أعمالها من مصر، لكن المجتهدين والماهرين في عملهم يستمرون، ومطلوب لتحسين بيئة ريادة الأعمال في مصر الكثير من الأشياء، ويجب أن يستعين رواد الأعمال بالتسويق الجيد دائماً، وخاصةً من خلال السوشيال ميديا وهي من أفضل طرق التسويق وأسرعها لكن أصعبها فيجب استخدامها بذكاء، ووسائل الإعلام والعلاقات العامة مهمة للغاية في الدعاية والترويج للشركة.