محمد الشاذلي مبتكر “إل سبلاير”: التجارة علمتني فنون التسويق والمبيعات

حوار: ماريا غطاس

محمد الشاذلي رائد أعمال من طراز خاص جداً، حيث تخرج من الجامعة الألمانية بالقاهرة، قسم هندسة الكمبيوتر عام 2010 ، وبعد مشوار طويل من السعي والتطوير واكتساب الخبرات، نجح في تأسيس شركة “ال سبلاير” والتي تُعد من أنجح الشركات الرائدة في الأعمال المختصة بمجال توريد الأغذية على الساحة الآن، ونظرا لتجربته الملهمة للشباب فقد التقته “كانفاس” في حوار شامل لنبحر معه في رحلة خاصة جدا حول مشواره منذ أن تخرج حتى لحظتنا هذه، وما هي العقبات التي واجهته؟ وكيف حول الفكرة من الورق إلى مشروع تعتمد عليه الشركات في أنشطتها؟ وما هي الشركات الذي عمل بها؟ وما المناصب التي شغلها قبل أن يبدأ مشروعه  الخاص؟.. التفاصيل في سطور الحوار التالي:

حدثنا عن المنطلقات.. كيف كانت حياتك العملية قبل الاتجاه إلى ريادة الأعمال؟

بعد تخرجي مباشرة، بدأت أعمل في مجال توريد المواد الغذائية، بالأخص الأسماك، من خلال الأسواق المحلية، ويتم توريدها إلى الأسواق الكبرى أو “الهايبر ماركتس”. وبعد ذلك تم تعييني في شركة أخرى كقائد تسويق، حيث كانت الشركة تستورد اللحوم من أمريكا وأستراليا ويتم توريدها في السوق المحلي، وبعد ذلك تم تعييني مدير مبيعات في شركة من الشركات الكبيرة في مجال الدواجن في مصر.

من أين استلهمت فكرة مشروع السبلاير؟ وكيف تم تحويل الفكرة من الورق إلى أرض الواقع؟

أتتني فكرة السبلاير من واقع عملي، لأن كل شركة تواجه تحديا في اكتساب عملاء جدد، كما أن كل شركة يكون لديها منتجات تريد أن تبيعها، ويتم تعيين فريق تسويق كامل يقوم بطرق الأبواب ويقوم أعضاء هذا الفريق عادةً بالجلوس مع مدير المشتريات في أي شركة ويعرضوا عليه منتجات الشركة، حتى تصل منتجات هذه الشركة إلى المستهلك النهائي من خلال “السوبر ماركتس” الكبيرة مثل كرفور، أو من خلال الفنادق والمطاعم، وهذه العملية صعب جدا في تنفيذها، وتأخذ وقتا طويلا جدا، ومن هنا جاءت لي الفكرة، وطرحت على نفسي هذا السؤال: لماذا يجب على كل شركة أن يكون لديها الفريق الخاص بها ليفعل هذه المعادلة الصعبة؟ ولماذا لا يكون هناك فريق واحد فقط يدمج بين الشركات والمشترين؟ بحيث تجد الشركات الفرصة لعرض المنتجات الخاصة بها والتسويق لها وبيعها لنفس العميل. مثلا من الطبيعي أن تقوم الشركة بتعيين فريق ويعمل هذا الفريق على منتج واحد فقط من منتجاتها لعميل واحد فقط، وهذا يساعد على عرض جميع المنتجات الخاصة بالشركات لنفس العميل، ومن هنا بدأت أفكر كيف نستطيع أن نجمع الشركات بالعملاء أو بالمشترين.

ومن هذا المنطلق فكرنا كيف نفعل هذا ثم بعد ذلك قررنا أن نستفيد من التكنولوجيا، وأن نبدأ في التسويق للمنصة، وهذا التسويق كان موجها إلى الشركات التي تكون داخل المطاعم والفنادق والأسواق المحلية الكبرى، وفي البداية فعلنا شيئا لم ينجح وهو إدراج الشركات في قائمة، وبدأنا في تعريف الشركات بالعملاء وهذا أخذ منا مجهودا كبيرا جدا، وخطوة خطوة حتى أصبح لدينا قائمة بالعملاء على المنصة الخاصة بالمشروع، حتى أصبحت المنصة “ماركت بيس” متكاملة، وتستطيع أن تدخل وتشتري كل المنتجات التي تريدها وتضعها في قائمة المشتريات الخاصة بكَ و”السبلاير” مجرد وسيط بين العملاء والشركات، وهذا فتح لهم مجال أرباح غير الاشتراكات السنوية أو الشهرية.

هل كان لديك شركاء أم كنت بمفردك عند بداية المشروع؟ وكيف تم الاستثمار في الشركة الخاصة بك؟

رحلة عملي مختلفة بعض الشيء، فعند بداية مشروعي كنت بمفردي، واعتمدت على مالي الخاص، وبعد سنتين أو ثلاث سنوات، حصلت على أول تمويل للاستثمار من (Angel Investors) وهذا كان مبلغا من المال، أنفقنا منه على تطوير ونمو الشركة والمنصة، وكان العمل يسير بطريقة جيدة من 2019 إلى شهر مارس 2020 عند بداية فيروس كورونا، وأذكر أننا بدأنا بالتحديد أواخر 2016 أو أول 2017 أي منذ 7 سنوات، وتعرضنا لخسائر كبيرة في ظل جائحة كورونا، لأن المنصة كانت معتمدة كليا على المطاعم والفنادق وهذه الأماكن تعرضت للإغلاق أثناء الجائحة، وبعد هذه الأزمة مباشرةٍ استعنا بمسرعة الأعمال اسمها (Flat 6 Labs) وهي من أشهر مسرعات الأعمال حيث تساعد رواد الأعمال في مصر، وبعدها استلمنا منهم مبلغا من المال، وبدأنا نكبر مرة أخرى، كما بدأنا نكون فريقا آخر وبدأنا نغير شكل المنصة من نموذج تسويقي إلى نموذج سوق.

كيف استطعت أن ترى هذه الثغرة في السوق من حولك؟ وهل  يجب على كل رائد أعمال أن يرى ماذا يحتاج إليه السوق حتى يستطيع أن يحقق نجاحا في مجال البزنس؟

لابد لكي تباشر عملك في مشروعك أو قبل أن تبدأ شركتك الناشئة بمجال ريادة الأعمال أن ترى ما هي الفجوة في سوق العمل حتى تستطيع عمل مشروع يحتاج إليه السوق، وأن يتصدى هذا المشروع فعلا لمشكلة تواجه سوق العمل، ويجب أن تكون على دراية بجوانب هذه المشكلة، ولكي ترى المشكلة التي يحتاج لحلها السوق يجب أن يكون هناك نوع من أنواع الخبرة، ومن خلال هذه الخبرة تستطيع أن ترى حلا للمشكلة، ولكن للأسف هناك من يدخلون هذا المجال بأفكار جيدة جدا، ولكن ليس لهم مكان في السوق، لأن الفكرة جاءت متأخرة.

كيف تطورت أفكارك ومهاراتك في ريادة الأعمال؟ وهل تلقيت دورات تدريبية لتنمية الذات؟

هناك من يدخلون هذا المجال ويكون لديهم الخبرة، وهناك من يتعلم من تجارب الآخرين، فماذا فعل فلان وكيف وإلى أين وصل؟ وكيف تصرف عندما واجه المشاكل والتحديات؟ لكن هذا تصرف عالي المخاطر، ففي البداية يجب أن تتعلم من أخطاء من حولك، وهذا ينطبق عليك طوال رحلتك في هذا المجال، ومن الممكن أن تستفيد من الكتب المتخصصة وتنمي من خلالها مهاراتك في المجال، ولقد تعلمنا من هذه الكتب الكثير من الأشياء، وتعلمنا نوعا من أنواع المعالجة للعمل الخاص بنا، بمعنى  كيف أن الإدارات تسلم بعضها وكيف تدور أو تعمل الشركة من الداخل، وكيف يدير المديرون التنفيذيون الشركة بشكل ناجح، فيجب عليك أن تكتسب مهارات معينة حتى تستطيع إدارة الشركة بطريقة صحيحة، وبالطبع في البداية قد تخضع الأمور للتجربة، ومن هنا تبدأ مهاراتك في النمو. ولا أنسى هنا أن أقول إن فريق العمل له دور كبير جدا في ضمان النجاح.

ما هي أكثر التحديات أو الصعوبات التي وجهتك خلال السبع سنوات الماضية؟ وكيف استطعت أن تتحكم في هذه الصعوبات؟

 ريادة الأعمال من المجالات التي تتعرض لضغوط  معينة، للأسف، لكن مع الخبرة المكتسبة، تصبح ردود أفعالك منضبطة وعقلانية على الخسائر أو المكاسب التي تم تحقيقها، ويكون عندك نوع من أنواع اللامبالاة لأن بعد هذا الضغط الكبير والمرور بمراحل كثيرة فهذا يساعدك على اكتساب نوع من أنواع الجلد أو الصبر، وتستطيع أن تتحمل المصائب القادمة بل وتتحكم فيها وتتغلب عليها، ومن أصعب الأشياء التي واجهتني ضغط الإدارة بصفة عامة، لكن مع الوقت استطعت أن أتحكم في هذا الضغط، ويوجد مثل عبقري يقول (لا بأس أن يكون لديك أيام سيئة) وهذا طبيعي جدا، وهذا شيء مهلك نفسيا جدا وعليك أن تخفي كل هذا الضغط  بعيدا عن فريق العمل الخاص بك لأنه لا يجب أن يكون رأس المنظومة غير واثق بنفسه أو عمله أو فريقه، لأن هذا سوف يعود بالسلب على الفريق، ويجب أن تمتلك نوعا من أنواع الثبات الانفعالي حتى تستطيع أن تتحكم في هذا الضغط.

ما أهم أهدافك منذ بدأت المشروع؟

يوجد عندي هدف أساسي، وهو أنه يجب أن يكون لدينا تكامل، وبالطبع كلنا نعرف موقع “علي بابا” المشهور جدا في العالم، لكن هو يعمل في منطقة ما بين المصدر والمستورد، ولكن لا يوجد لديه تكملة من بداية استلام المستورد البضاعة، وكيفية تصريف البضاعة، ومن هنا كانت الفكرة في البداية، حيث وصلنا لمستوى جيد في السوق، كما وجدنا أن مصر أصبحت دولة مصدرة بمعنى أن العملة الخاصة بك تعطي لك مميزات جيدة حتى أنك تستطيع أن تصدر المنتجات المصرية للدول من حولك، ومن الممكن بعد ذلك أن نصدر لأوروبا وأمريكا قريبا جدا، وبعد ما كان زوار المنصة من داخل مصر فقط أصبح من خارج مصر أيضا، وهدفنا أن نفتح فروعا أخرى في الخارج.

 كيف ترى نفسك في الفريق الذي تشرف عليه؟ هل تري نفسك كقائد أم مدير؟

لا. أعتقد أن هناك كذبة تحيط بمصطلحي القائد والمدير. بالنظر إلى العلاقة بينهما، فهناك حاجة إلى التوازن بين الاثنين. أحيانًا يجب أن تكون قائداً يعمل مع الفريق، وأحيانًا يجب أن تتمتع بمهارات الإدارة. حيث إنه يجب أن تكون قادراً على التعامل مع الموظف المتأخر والتخلص من الأعضاء السيئين في الفريق في وقت مبكر. ويجب أن يكون هناك توازن بين القيادة والإدارة. لا يمكنك أن تكون قائدًا طوال الوقت وتستفيد من الصور الجميلة التي تظهر بشكل دوري. يجب أن يكون القائد وسط الفريق، يجب أن يكون قادرًا على إعطاء الطاقة للفريق، ولكن عندما تتدخل بشكل مباشر في العمل، فإن ذلك يؤدي إلى كارثة، وهناك أناس يمارسون ما يسمى بالتدخل الدقيق وهذا أمر مدمر. ويجب أن تثق في فريقك وأن تعرف كيف تقود الأشخاص وتعمل معهم من خلال تحقيق الإنجازات المميزة والنجاحات. وعندما يواجه الفريق تحديات ومشاكل، نحن نتعامل معها بشكل فعال من خلال تطبيق استراتيجية التطوير المستمر. نحن نهتم بتنمية مهارات أعضاء الفريق وتحفيزهم على تحقيق أقصى إمكاناتهم.

كيف ساعدتك وسائل التواصل الاجتماعي في التسويق لمشروعك من البداية حتى الآن؟

 في البداية، كنا نعتمد على الطرق التقليدية مثل موقعنا الإلكتروني والتجوال من باب إلى باب، ولكن هذه الطرق كانت مرهقة ومكلفة جدًا. بدأنا في تجربة وسائل التواصل الاجتماعي ووجدنا أن كفاءتها عالية جدًا، فكانت كالفارق بين الليل والنهار، وبدأنا في العمل على استراتيجيات التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل حملات الرسائل النصية وحملات البريد الإلكتروني. واكتشفنا شيئًا غريبًا جدًا، حيث وجدنا أن حملات البريد الإلكتروني كانت فعالة جدًا في صناعتنا. لقد قدمت نتائج ممتازة، جعلت فروقًا كبيرة بالنسبة لنا. فبدلاً من أن يكون مديرو المشتريات للفنادق والمطاعم يعملون طوال الوقت على أجهزة الكمبيوتر، يمكننا الآن الوصول إليهم بسهولة من خلال حملات البريد الإلكتروني. هذا كان أمرًا رائعًا حقًا وفعليًا ساهم في نجاحنا وآخر شيء، برنامج “شارك تانك ” (Shark Tank)، كان جزءًا من استراتيجيتنا للعرض والتسويق لعملنا. كان هدفه الرئيسي هو جذب الاهتمام بأعمالنا والحصول على تمويل كبير. فعندما ترغب في النمو في مجال التكنولوجيا، تحتاج إلى جمع أموال كبيرة للقيام بعمليات الاستحواذ. ثم انضممنا إلى مسرعة الأعمال ومستثمري الملائكة. ومستثمرو الملائكة هم أفراد مهتمون بصناعتنا ويرغبون في دعم الشركات الناشئة مثلنا. لقد كانوا مهتمين بأعمالنا وراضين عن التقنية التي نقدمها. قدموا لنا تمويلًا مبدئيًا لمساعدتنا في التطوير وتحقيق النمو باستخدام هذه الاستراتيجيات المتنوعة، تمكننا من زيادة مدى تواجدنا في السوق وجذب عملاء جدد. تحولت الشركة من مشروع ناشئ إلى شركة ناجحة ومستدامة ومن الجدير بالذكر أن استراتيجيات التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي تطورت باستمرار وتغيرت بمرور الوقت. لذا، فمن المهم أن نواصل التعلم والتحسين ومتابعة أحدث الاتجاهات والأدوات في هذا المجال للحفاظ على نجاحنا والتماشي مع التطورات في سوق التسويق.

ما النسبة التي تمتلكها في الشركة؟ وهل لديك شركاء؟

بالطبع، أنا أمتلك حوالي 65% من الشركة، وبالتالي لدي الأغلبية. أما النسبة المتبقية فتتقسم بين المساهمين الآخرين، بما في ذلك المستثمرين المسرعين والمستثمرين المحركين وغيرهم، ومن الطبيعي أن يظهر اهتمام من جانب الجهات الخارجية بشراء الشركة. ومع ذلك، يجب أن يكونوا على علم بأن الاستحواذ على الشركة يأتي بمجموعة من الفرص والتحديات. فعادةً ما تكون فرص الخروج من الشركة نادرة، وليست متاحة بكثرة. وقد تواجه المستثمرين الذين اشتروا الشركة مشاكل وتحديات قد تؤدي إلى خسائر كبيرة، وهذا ما حدث مع شركة أخرى في السوق. لذا، يمكن اعتبار الاستثمار في شركات التكنولوجيا كفرصة نادرة تتطلب حظًا جيدًا.

ما هي الفوائد المترتبة على أن تكون أنت الرئيس التنفيذي والشخص الذي يدير المشروع بدلاً من أن تكون موظفًا يعمل في مشروع يديره شخص آخر؟ وما هي الإيجابيات والسلبيات التي واجهتها في الإدارة؟

بالفعل، هناك العديد من الفوائد. بوصفي الرئيس التنفيذي، أستطيع أن أتحكم في الاتجاه الذي يسلكه المشروع وأن أعمل في مجالات لم أكن أعمل فيها من قبل. أيضًا، بفضل تجربتي السابقة كموظف، أمتلك فهمًا أعمق للأعمال وكيفية نجاحها. كما أنه من خلال تولي المشروع الخاص بي، أكون قادرًا على تعزيز مهاراتي الشخصية وتطوير نفسي كمدير. هذا بالإضافة إلى الفرصة لبناء سمعة جيدة لنفسي كشخص وكرائد أعمال بالطبع، هناك تحديات في سوق المشاريع الجديدة. يمكن أن تتضمن هذه التحديات المنافسة الشرسة في السوق، وتواجه الشركات الناشئة صعوبة في جذب العملاء والاستثمارات. كما أنه قد يكون هناك تحديات في الحصول على التمويل اللازم لتطوير وتوسيع المشروع. قد يعاني المشروع الجديد أيضًا من قيود الموارد وعدم وجود الخبرة الكافية في إدارة الأعمال والتسويق. هذه التحديات تتطلب صبرًا وتكتيكًا جيدًا لتجاوزها وتحقيق النجاح في سوق المشاريع الجديدة.

ما رأيك فيما يتعلق بدخول بعض الأشخاص إلى هذا المجال دون خبرة أو مهارات مناسبة؟ وما هي الصفات التي يجب أن يمتلكها الشخص الذي يريد أن يعمل في هذا المجال؟

أولاً وقبل كل شيء، أعتقد أنه لدى أي شخص يرغب في دخول هذا المجال أن يكون لديه خبرة لا تقل عن ثلاثة أو أربع سنوات في نفس المجال الذي يرغب في تأسيس شركته الناشئة فيه. هذا لأن الناس يتعاملون مع منتجات وخدمات جديدة ومبتكرة، والعالم مليء بالتحديات. وبالطبع، هناك نسبة قليلة فقط من رواد الأعمال الناجحين الذين ينجحون في هذا المجال، ولكن هذا ليس قاعدة ثابتة في البداية، يجب أن يكون لديه خبرة في مجال معين وأن يكون قادرًا على تحقيق نجاح حقيقي في السوق، وليس فقط اختراع منتج جديد لبناء عمله عليه. ليس الهدف أن أصبح رجل أعمال أو أتأخر في العمل، بل يجب أن يكون لديه مبدأ ومسؤولية واضحة. يجب أن يكون دائمًا مستعدًا وملتزمًا ومتحملاً للمسؤولية، لأن هناك أمورًا تحدث خارج إرادته مثل انتشار الأمراض مثل فيروس كورونا أو توقف استيراد المواد اللازمة، وهذا يتطلب مسؤولية كبيرة. في النهاية، هناك أشخاص يعتمدون عليك ويثقون فيك وفي رؤيتك، لذا يجب أن تكون صادقًا وشفافًا معهم وتوضح لهم الأمور بطريقة لا تثير الإحباط أو تسبب الهلع، لأن ذلك سيكون كارثيًا. يجب أن يكون لديك ثبات عاطفي، أنا ثابت ولن أنهار، وبالطبع هذا يأتي من الله. المخاطرة والتوتر والصعوبات التي تواجهها ستقل بمرور الوقت، لأنك ستكتسب خبرة في التعامل.

ما هي النصائح التي تقدمها لأولئك الذين يرغبون في بدء مشروعهم الخاص؟ هل تعتقد أن جميع المشاريع يمكن أن تحقق نجاحًا؟

لا طبعاً، ليست جميع المشاريع قادرة على تحقيق النجاح والأرباح. هناك بعض المشاريع التي قد تبدو جذابة من الخارج وتحقق مبيعات كبيرة، ولكن في النهاية قد تجد أن الربحية ضعيفة أو حتى تتكبد خسائر. هذا يمكن أن يكون بسبب عدة عوامل مثل عدم وجود طلب كافٍ على المنتج أو الخدمة، أو ارتفاع التكاليف الإنتاجية والتشغيلية، أو حتى عدم القدرة على التنافس في السوق بالتأكيد، هناك العديد من العوائق التي يمكن أن تواجه المشاريع في تحقيق النجاح. على سبيل المثال، قد تواجه المشاريع تحديات مالية مثل الضرائب والتزامات أخرى تتعلق بالتسجيل والمحاسبة. قد يكون من الصعب التعامل مع هذه التفاصيل وضبطها بشكل صحيح. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون لديك مرونة كافية للتكيف مع المتغيرات في السوق واحتياجات العملاء. قد تحتاج أيضًا إلى اكتساب خبرة في مجال إدارة الأعمال المختلفة مثل المبيعات والتسويق والمشتريات. بصفة عامة، يجب أن تكون مستعدًا لتعلم وتطوير مهاراتك في مختلف المجالات ذات الصلة بمشروعك يعتمد ذلك على الأهداف والطموحات الشخصية.

ما عدد الشركات التي تُعرض منتجاتها على El Supplier؟ وهل تعتبرون أنفسكم نظامًا للتجارة البينية فقط أم أنكم تعملون أيضًا لصالح العملاء؟

بالتأكيد، نحن نعمل في مجال التجارة البينية، ونعتبر أنفسنا واحدة من أكبر قواعد البيانات في مصر. ومع ذلك، فإننا نهتم أيضًا بمصلحة العملاء. قد قمنا بتطوير ميزة جديدة بعد جائحة كوفيد-19 تسمى “التسعير المتعدد”، وهي فكرة استوحيناها من التوجهات الحالية في السوق، بالطبع هناك ميزة التسعير المتعدد تسمح للموردين بتحديد الأسعار لفئات مختلفة من العملاء. لنفس المنتج، يمكن للمورد تحديد سعر للمطاعم، وسعر مختلف للفنادق، وسعر آخر للكافيهات، وسعر مختلف للسوبرماركت. يتم ذلك بناءً على العديد من العوامل مثل حجم الكميات التي يشتريها العميل من المنتج وطريقة الدفع التي يستخدمها. وحاليا لدينا حوالي 400 شركة موردة و85,000 مشترك.

هل يعني ذلك أنه يمكن للعملاء شراء المنتجات بالجملة مباشرة منكم؟

بالضبط. نحن نوفر هذا الخيار أيضًا للشركاء الذين يرغبون في بيع منتجاتهم على نحو مباشر للمستهلك النهائي أو للتجار. إذا كان الشريك يرغب في تحقيق أرباح أفضل عن طريق البيع المباشر وتوفير الخدمة للعملاء بمفرده، فإننا نوفر هذا الاختيار لهم. بالفعل، هناك شركات تعتمد على طريقة البيع المباشر وقد قامت بتنفيذ طلبات الحد الأدنى للشراء، مما يعني أنه إذا احتجت إلى شراء كمية معينة، فيمكننا تلبية طلبك. وهذا يساعد في توفير سعر أفضل للعميل، حيث أن السوبرماركت يشتري من مورد El Supplier ويبيع المنتج، وهنا يتم تقاسم.

هل يمكن للشركات الموردة الصغيرة الانضمام إلى منصتكم؟ وما هي المتطلبات اللازمة لذلك؟

نعم، نحن نرحب بالشركات الموردة الصغيرة والمتوسطة على منصتنا. نحن نعتقد أن التعاون مع مجموعة متنوعة من الشركات يعزز التنافسية ويوفر فرصًا للنمو. وللانضمام إلى El Supplier، يجب على الشركة الموردة تلبية بعض المتطلبات الأساسية. يتضمن ذلك وجود تسجيل تجاري صالح وملتزم بالقوانين واللوائح المحلية، وتوفير منتجات ذات جودة عالية ومطابقة للمعايير المحددة، وتوفير سجل تجاري ناجح وخبرة في السوق.

كيف يمكن للعملاء الاستفادة من استخدام El Supplier؟

يمكن للعملاء الاستفادة من El Supplier بعدة طرق. أولاً، يمكنهم الوصول إلى قاعدة بيانات واسعة من المنتجات المختلفة المتاحة من مجموعة متنوعة من الشركات الموردة. يمكنهم اختيار المنتجات التي تناسب احتياجاتهم ومتطلباتهم بسهولة وسرعة. ثانيًا، يمكنهم الاستفادة من ميزة التسعير المتعدد التي ذكرناها سابقًا. يمكنهم الحصول على أفضل عروض الأسعار والتفاوض على الأسعار بناءً على حجم الطلب وطرق الدفع المفضلة لديهم. أخيرًا، يمكن للعملاء الاستفادة من الخدمة الممتازة التي نقدمها، بما في ذلك الدعم الفني والتسليم السريع وضمان جودة المنتجات. بالتأكيد، نحن نعمل باستمرار على تطوير وتحسين منصتنا. لدينا خطط لتوسيع قاعدة الشركات الموردة لتشمل مزيد من الصناعات والمنتجات. كما نعمل على تحسين تجربة المستخدم للعملاء وتوفير مزيد من الخدمات والمزايا. نحن أيضًا ندرس فرص التوسع إلى أسواق جديدة خارج مصر. نهدف إلى أن نكون الخيار الأول للشركات الموردة والعملاء عندما يتعلق الأمر بالتجارة البينية.

Scroll to Top