هو بلا شك صاحب تجربة ملهمة للشباب، حيث بدأ شركته الناشئة بتكلفة استثمارية لم تتخطى 70 ألف جنيه، لكن بمرور الوقت، ومع تراكم الخبرات ودعم شركاء النجاح، وصلت قيمة الشركة إلى حوالي 200 مليون جنيه، حديثنا عن المهندس أحمد شعبان صاحب ومؤسس شركة “سيمبلكس” الناشئة، والتي تعد أولى الشركات التي تقوم بصناعة الماكينات الـ”sns” في مصر، وهي الماكينات التي يتم التحكم فيها رقميا بواسطة جهاز الكمبيوتر بدلا من الاستخدام اليدوي، حيث تقدم الشركة أكثر من 8 أنواع من الماكينات، ووصلت مبيعاتها حتى الآن إلى 2250 ماكينة بقيمة تتعدى 500 مليون جنيه.. فكيف بدأ المشوار؟ وما نقطة التحول التي قادت المشروع لمنصة النجاح؟.. التفاصيل في سطور الحوار التالي:
حدثنا عن بدايات المشوار.. وهل كان اتجاهك لريادة الأعمال مجرد صدفة؟
والدي كان يعمل تاجراً لفترة طويلة، لذلك كنت أعمل معه منذ أن كنت أدرس في المدرسة الابتدائية تقريبا، وهذا ما جعلني متحمسًا دائمًا لفكرة العمل الحر في مجال له علاقة بالمبيعات والتسويق، وعندما نضجت شخصيتي حرصت على أن أقوم بتطوير مهاراتي في التجارة والبزنس، ومن هنا دخلت مجال ريادة الأعمال، وبالتالي فالنشأة والجذور لها دور كبير في اختياراتي. كما أنني أخذت بعض الدورات في الجامعة الأمريكية تتعلق بطرق البيع والتسويق وكيفية إدارة المشروعات بأفضل شكل.
كيف استلهمت فكرة شركتك الناشئة؟
فكرة المشروع لم تطرأ على الفور، نحن ثلاثة شركاء، وكنا نعمل معًا في مشروع التخرج بكلية الهندسة جامعة المنيا، وكنا ثلاثة مهندسين: مهندس ميكانيكي، ومهندس كهرباء، ومهندس إنتاج وتصميم، وبعد نجاح مشروع تخرجنا، شاركنا في العديد من المسابقات معا لبعض الشركات الكبري مثل “سيمنز” “شنايدر” وما الي ذلك، حتى قرر أحدنا وهو المهندس “عمر عثمان” أن يحول الفكرة لأرض الواقع وإنتاج ماكينات الـSNS، أما أنا فكان عندي الشغف في التسويق وطرق البيع المبتكرة، وأكملنا عمل بعضنا البعض، وبدأنا في المغامرة معا، بدايةً من كيفية البدأ في المشروع وكيفية فتح الشركة الخاصة بنا وكيفية صنع الآلة والتسويق لها بعد قيامنا بدراسة السوق.
ما هي الصعوبات والتحديات التي واجهتكم منذ البداية؟
هناك العديد من الصعوبات والتحديات، بما في ذلك رأس المال والتمويل، وخاصةً في البدايات، حيث قررنا أن نطلق المشروع برأسمال 70 ألف جنيه في عام 2013، بينما كان سعر الماكينة نفسها 86 ألف جنيه، بالإضافة لإيجار المقر والعمال وخاصة العمالة المدربة، والتي يجب أن تكون قادرة على العمل بالملليمتر، لأن الماكينة دقيقة جدا وتحتاج لتركيز ودقة عاليين، فضلا عن أننا نعمل في نوع عمل غير متوفر بكثرة في مصر كفكرة تصنيع الماكينات، وبالنسبة للفريق أو “التيم وورك” فقد كانت طبيعة العمل مختلفة بالنسبة له حتى فريق التسويق والبيع أيضاً، بالإضافة لصعوبة إيجاد مكونات الماكينة وقلة أو عدم وجود مستوردين لاستيراد مكونات الماكينات التي نقوم بتصنيعها.
كم يبلغ حجم القيمة السوقية للشركة الآن؟
رأس مال الشركة الآن يقدر بحوالي 200 مليون جنيه، علما بأننا بدأنا بحوالي 70 ألف جنيه فقط، لكن مع كثافة الإنتاج ونجاح عمليات البيع استطعنا أن نقفز بقيمة الشركة لهذا المستوى.
هل تلقيتم عروضاً لشراء أسهم بالشركة من مستثمرين؟
تلقينا الكثير من العروض من بعض المستثمرين، ووصل أحد العروض إلى 500 مليون جنيه، لكن لدينا إصرار على التطوير وتعظيم إمكانيات الشركة، ونوفر العديد من الدورات المختلفة لتطوير العمل.
التسويق من أهم عناصر النجاح بالنسبة للشركات.. كيف حققتم هذه المعادلة في “سيمبلكس”؟
قمنا في البداية بدراسة السوق من أجل نحدد عناصر التميز لمنتجنا، فضلا عن وضع استراتيجية محددة لتسويق المنتجات، فكيف لنا أن نبيع منتجاتنا غير عن طريق التسويق الصحيح، كما أننا نعمل أونلاين وأوف لاين، وبين المعارض وفيما بينها، ولدينا جميع القنوات الرقمية من فيسبوك وتيك توك وإنستغرام وتويتر، ونستفيد من كل المجالات والقنوات الموجودة.
كيف يتم توظيف السوشيال ميديا في عمليات البيع؟
هي تعتبر أهم وسيلة تساعدنا في البيع الآن، ونحن مؤمنون بأنها الأكثر تاثيرا في عملية البيع لدينا، واستطعنا توظيفها بشكل جيد، ولا نستخدمها كقاعدة للإعلانات فقط، لكنها تعطينا فرصة أن نقوم بتعليم الناس كيفية تشغيل الماكينة وفتحت مجالا للعمل بشكل أفضل.
ما طموحاتك المستقبلية للشركة؟
منذ أن قمنا بتحويل الفكرة لمشروع حقيقي على أرض الواقع، ونحن لا نتوقف عن التطوير، وهناك العديد من الفرص بداية من فرص صغيرة لبيع الماكينات لفرص أكبر، حتى أصبح عدد العمال حاليا 129 عاملا. والطموح لا يتوقف، ونحلم بأن تصبح “سيمبلكس” من أكبر الشركات على مستوى العالم، وأن تكون من الشركات الكبرى المتخصصة في مصر والشرق الأوسط في مجال الماكينات.
هل أنتم أول شركة مصرية تقوم بصنع هذه الماكينات؟ ولماذا قمتم باختيار هذه الصناعة؟
لا لم نكن أول شركة في مصر في هذا المجال، لكن الشركة تطورت بسرعة كبيرة شكلاً وحجماً، ولا أتمني أن تكون الشركة الوحيدة، وقرار أن نختار هذه الصناعة لم يكن اختياري لكن اختيار شريكي “عمرو عثمان”، فهو الذي اتخذ قراراً بأن نعمل في هذا النوع من الماكينات، له مجال في السوق، ويمثل صناعة جديدة فقام بخلق تحدٍ لدينا وخاصة أن الماكينة جديدة ولا يعرف عنها كثيرون.
ماذا عن مشاركتكم ببرنامج “شارك تانك”؟ وكيف أضاف لكم على المستوى العملي؟
البرنامج في حد ذاته تجربة مهمة، بأن نقف أمام أهم رجال الاستثمار والصناعة في مصر، ونقوم بعرض الفكرة أمامهم، وأن تسنح لنا الفرصة بأن يشاهد الجمهور الفكرة على التليفزيون فذلك يعتبر تجربة مهمة بالنسبة لي.
ما أهم العروض التمويلية التي تلقيتموها في برنامج “الشاركس”؟
قدم المستثمر أحمد طارق عرضا بقيمة 50 مليون جنيه مقابل 18% من حصة الشركة، وقدم محمد فاروق 50 مليون جنيه مقابل 25% من قيمة الشركة، أما أحمد السويدي فقدم عرضا بقيمة 50 مليون جنيه مقابل 30%، لكننا عرضنا 50 مليون جنيه مقابل 20% كصفقة تضم المستثمرين الثلاثة، وأصبح عرض الثلاثة مستثمرين نفس المبلغ مقابل 30% كحصة من الشركة، ثم طلبت أن تكون الحصة 25%، والسويدي أصر على 30% مع توفير أرض للمصنع وزيادة المنتجات، لكن في النهاية تم الاتفاق على 50 مليون جنيه مقابل 27.5%.