تخرجت رائدة الأعمال الشابة نورهان أباظة في كلية الهندسة جامعة القاهرة، قسم الهندسة المعمارية عام ٢٠٠٦، وكانت قد بدأت رحلتها العملية من سنة أولى جامعة في قناة on tv ، وبعد أن تخرجت بدأت تفكر في مشروع خاص بها، فابتكرت طريقة جديدة لتناول الأكلات الصحية، حتى استقرت على أن تبدأ مشروعها “بار آند جار” أو barnjar بفرع واحد في الشيخ زايد.. الكثير من التفاصيل حول قصة نجاحها وفكرة مشروعها في سطور الحوار التالي..
أعلم أن مجال دراستك مختلف تماما عن فكرة مشروعك.. كيف كانت البداية؟
بالطبع، فوظيفتي الرئيسية هي منتج تلفزيوني ومنتج فني في برامج فنية، لقد كنت أعمل في مجال التليفزيون منذ أن كنت أدرس بكلية الهندسة، وبدأت رحلتي العملية منذ أول عام في دراستي، لكن أكملت دراستي العادية ولدي خبرة في هذا وذاك، ثم استقر بي الحال في وظيفتي الأساسية حتى الآن وهي الإنتاج التلفزيوني، وبطبيعة الحال، كان يجب أن يكون عندي مشروعي الخاص، ومن هنا فكرت في “بار آند جار”، والحمد لله الفكرة حققت نجاحا كبيرا.
كيف ساعدتك دراستك للهندسة في مجال ريادة الأعمال؟
أنا درست الهندسة لكن اشتغلت في الإعلام، وأشعر أنه كلما شغل الإنسان نفسه بأكثر من مجال، كلما استفاد من جوانب أخرى، وكل إنسان قادر على أن يختار المجال الذي يغزو كيانه الداخلي، والتجربة المفيدة تجدها في مجالات لا علاقة لنا بها، فتجد هذه الخبرة المكتسبة في المشروع الذي تعمل عليه سواء كان هندسة أو إدارة أو تسويق، وتتعلم الكثير من المجالات لحياتك بشكل عام، ولكن ليس بشكل عبثي وتوفر هذه المجالات الثقة والخبرة في مجالات أخرى، بما في ذلك الإعلام، مثلا يجعلني اصنع فرقا في التعامل مع فريق العمل والتعامل مع العملاء. وما ساعدني في هذا المجال أيضا أنه أثناء دراستي كنا نأخذ دورات ماجستير إدارة الأعمال، وكنت أعمل على دورات عبر الإنترنت وعلى ذاتي وتعلمي الدائم.
لكن كيف بدأت فكرة “بار آند جار”؟ وما سر شغفك بريادة الأعمال بشكل عام؟
كنت أدرس بدورة تدريبية على الإنترنت مع إحدى الجهات الإيطالية لمدة 6 أشهر حول إدارة الأطعمة والأغذية، ولم يكن يعلم أي حد عن هذه الدورة من أهلي أو حتى أصدقائي، وعندما أنهيتها بدأت أفكر كيف سأبدأ المشروع وإلى ماذا سيحتاج السوق حتى أقوم بتوفيره وإتاحته.
وبصراحة، الإبداع ليس شيئًا يمكنك أن تختار بينه وبين أن تكون موظفًا، والمجالان الخاصان بي يعتمدان على الإبداع، وأنا أكثر حرية أو أميل أكثر نحو الانطلاق. ولا أستطيع أن أبقى موظفة لفترة طويلة، لذلك يميزني كثيرًا أنني مالكة للشيء، وأضع أفكاري بين يدي، ولدي المسؤولية والقرارات التي أتخذها، بالاضافة إلى أنني اعتقدت أنه خلال الأشهر الستة الأولى سأتمكن من ترك الوظيفة، لكن طالما أنك تقوم بإنشاء مشروع وترى نجاحه، فإنك تشعر أنك تبدأ شيئًا صغيرًا جدًا.
هل وجدتِ عقبات في توفير رأس المال اللازم لبدء المشروع؟
لقد بدأت برأس مال صغير جدًا من ميزانيتي الخاصة، لذلك كنت أحافظ على الوظيفة، حتى أتمكن من تطوير المشروع بكل تفاصيله، وكانت هناك أوقات وقع فيها المشروع مثل شهر رمضان وكانت هناك تحديات كثيرة خلال هذه الفترة، لذلك في المقابل كان عليّ أن أحتفظ بالوظيفة حتى أعرف كيف أستقر بالمشروع، وحتى أوفر مصدر دخلي ثابت بالنسبة لي.
هل حصلتِ علي أي تمويل آخر غير تمويل رجال الأعمال في “شارك تانك”؟
لا، لم أحصل على أي تمويل في البداية، لكن بعد مشاركتي انفتح الباب لدخول العديد من المستثمرين من خارج مصر، وهناك البعض يريدون فروعا لهم، وآخرين يريدون عمل شراكات، لكنني لم أدخل في أي شيء آخر مع أي شخص حتى الآن، وقد تقدم رجال الأعمال أحمد السويدي ومحمد منصور وأحمد طارق بعرض للاستحواذ على 51% من الشركة مقابل 3.5 مليون جنيه وإدارة مشتركة.
ما الصعوبات والتحديات التي واجهتكِ منذ البداية، وكيف تمكنتِ من حلها؟
الأوراق والمستندات الحكومية، فقد كان من الصعب أن أتخيل حجم المسؤولية سواء ضرائب أو تصاريح. ثانيا الصعوبات المالية، من حيث العمال الذين يعملون معي فيجب أن أدفع لهم رواتبهم في آخر كل شهر سواء كانت الظروف سيئة أو جيدة. والصعوبة الثالثة هي أن المركز التجاري الذي تم افتتاح فرعي الأول به تم إغلاقه بعد بضعة أشهر، وكنت سأقوم بغلق المحل بعد إغلاق المول التجاري على الفور، لكن المشروع أثبت نجاحه، لذا كان عليّ أن أستمر وأبحث عن أماكن أخرى، وتلقيت عروضا في أماكن مختلفة، لكن لم يكن لدي ما يكفي من المال، حتى فتحت الفرع الرئيسي في “مول العرب” ب 6 أكتوبر وبعدها افتتحت الفرع الثاني في “جاليريا مول”، وكانت هذه من أكبر الصعوبات.
ما هو طموحك للمشروع بشكل عام؟
طموحي أن أكون منتشرة بشكل كبير في مصر مثل المطاعم الشهيرة، وأريد أن يكون عدد الفروع أكبر من ماك أو كنتاكي، وأن أكون متواجدة في أي مكان، هذا هو الشيء الذي أطمح إليه أكثر. والشيء الآخر هو تغيير عادات الموظفين بالأخص فيما يأكلون بحيث يتناولوا طعامًا صحيًا طوال اليوم، وبدأت أنظر إلى ما هو مميز بالنسبة للمشاريع الناجحة وأحاول توفيرها في مشروعي، مثل المطبخ والمال والموظفين، وأحاول أن أوفر كل العوامل لنجاح المشروع على مستوى أكبر يصل حتى للشرق الأوسط بالكامل.