الأخطاء القاتلة للشركات الناشئة: خلافات الشركاء وإهمال المنافسين

تحقيق: فرح فيليب

بعض الشركات الناشئة تقع في أخطاء قاتلة قد تؤدي للانهيار الكامل، وتتمثل أبرز هذه الأخطاء في إهمال التسويق، والتسعير الخاطئ للمنتج الخاص بالشركة، وتجاهل إجراء دراسة جدوى في بداية المشروع، وعدم وجود رأس مال كافِ، أو أن المنتج الذي تقدمه الشركة غير مطلوب في السوق المحلي، فضلاً عن  الخلاف بين الشركاء، وإهمال المنافسين، وغياب التدريب، والملل والاستسلام، وعدم وجود نموذج واضح لإدارة الأرباح.. في السطور القادمة سوف نتناول رؤية بعض الاقتصاديين حول أبرز الأخطاء وكيف يمكن أن تؤدي لفشل الشركة وأهم النصائح للمبتدئين بالإضافة لبعض النقاط الأخرى.

1- غياب دراسة الجدوى

يقول الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، وأستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، إنه لتجنب الوقوع في الأخطاء عند قيامي بتنفيذ مشروعي، يجب أن أدرس المشروع جيداً، وأن أعمل دراسة جدوى اقتصادية، فهل المنتج الذي سنقوم بإنتاجه يحتاجه السوق أم لا؟ بالإضافة لدراسة المنافسين حتى لا أقوم بوضع سعر أقل من المنافسين رغم نفس الجودة.

2- فشل الجوانب الفنية

ويضيف عبده أن دراسة الجدوى الاقتصادية تحتوي على العديد من النقاط منها دراسة التكلفة المالية واختيار الموقع المناسب لافتتاح المشروع والجهاز الوظيفي، بالإضافة للدراسة الفنية بمعنى ماذا سأستخدم في المشروع من ماكينات، وهل ستكون جديدة أم مستخدمة أم سأكتفي بماكينة واحدة، ويجب أن يكون في ذهن رائد الأعمال حساب التوسعات والتطور في المشروع. فمن المهم إجراء دراسة الجدوى الاقتصادية لضمان نجاح المشروع والحصول على ميزة تنافسية وبيع المنتج بأفضل سعر، وبعد وضع دراسة الجدوى الاقتصادية الصحيحة نقوم بوضع احتمالات ومعرفة العائد المحتمل واحتمالات زيادة أسعار المواد الخام وكيف سيؤثر على السعر والمنافسين، فيجب وضع العديد من السيناريوهات لضمان نجاح المشروع.

3- إهمال المنافسين

ينصح رشاد عبده لعدم التعرض للفشل بضرورة القيام بدراسة صحيحة للمنافسين واختلافهم عني، وإنتاج منتج جيد ومطلوب في السوق، بالإضافة لما حدث مع الصندوق الاجتماعي حيث قام بإخراج الأموال لدعم المشروعات، لكن بسبب عدم وجود دراسات كافية لجدوى المشروعات وأهمية منتجاتها مقارنة بمنتجات المنافسين فقد تعرض الكثيرون من الشباب للتعثر والسجن، وبالتالي فإنه من المهم التحلي بالصبر والدراسة الجيدة من حيث القيمة المضافة للمنتج، وفترة الاسترداد، والتكلفة والعائد، ودراسة شركائي والمنافسين وعند التأكد من النقاط السابقة سأكون طبقت معايير النجاح.

4- غياب القيمة المضافة

أما الدكتورة هدى الملاح، مديرة المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، فترى أن من أبرز الأخطاء التي يقع فيها أي رائد أعمال ويمكن أن تؤدي لإفلاس المشروع في بدايته هو إهمال عمل جدولة صحيحة للمشروع قبل البداية، وهل سيعود بعائد ربح أم خسارة وهل سيسهم بتأثير إيجابي للاقتصاد القومي للدولة، وهل سيساعد المشروع في خلق فرص عمل والقضاء على البطالة، وكل ذلك يصب في خانة القيمة المضافة للمشروع. وتواصل الملاح حديثها قائلة: إن إهمال دراسة الجدوى يؤدي إلى فشل المشروعات الجديدة، ومن هنا نستطيع أن نحدد أهمية الإطار التحليلي لدراسة الجدوى ويضمن لنا ذلك البعد عن العشوائية أو التخمين أو عناء التفكير ما بين سوف ينجح المشروع أم لا، فيجب إجراء الدراسات التفصيلية لدراسة الجدوى ومعرفة مدى تقبل السوق للمشروع.

5- غياب التخطيط المستقبلي

ويرى الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، أن أبرز الأخطاء الشائعة التي تقع فيها الشركات الناشئة ورواد الأعمال تتمثل في عدم التخطيط الجيد لمستقبل الشركة أو الاعتماد على ما يسمى “البونزي سكيم” وهو نوع من أنواع عمليات الاحتيال تبدأ عندما يقوم شخص بعمل كيان بشكل جيد وحرق كل الاستثمارات بشكل متسارع، لكن ليس بهدف تحقيق ربحية، وإنما كنوع من أنواع تسويقه باعتبارة “نموذج نمو”، لكنه لن يحقق أرباحا على المدى القصير، فيتم بيعه بسرعة قبل أن يحقق أي نوع من أنواع الأرباح أو حتى أي نوع من أنواع النجاح، ويتم بيعه بسعر أكبر من تكلفة رأس ماله في مراحلة الأولى، ويحدث “البونزي سكيم” لأن الذي دخل أولا يخرج وهو حاصل على أموال جيدة أفضل من المشاركين بعد ذلك، وتبدأ الشركة في الفشل حتى تنتهي بنجاح على مستوى المؤسسين أو أصحاب الفكرة، وأحيانا حتى من ينوون فعل نفس الفكرة يفشلون في المراحل الأولى، لأن الفكرة معتمدة على تسويق المشروع لبيعه، لكن أصبح التسويق صعبًا مع كثرة المعروض بالأسواق.

6- الفكرة التقليدية

وتابع نافع أن فكرة المشروع يجب أن تكون جديدة وأصيلة، وأن تكون متطورة ومطورة، وتكون محققة للاحتياجات الأساسية واحتياجات الأسواق، وكثير من أصحاب المشاريع هدفهم الوحيد هو الربح السريع لأشخاصهم، وليس للكيان الجديد الوليد وهو الشركة، وبالتالي الشركة لا يمكن أن تربح والفكرة لا يمكن أن تستمر، إلا إذا كان أصحابها أنفسهم مهتمين وعدم التخلي عنها بسرعة، ولذلك ظهر الكثير من الصناديق المتخصصة وبنوك الاستثمار المتخصصة في تمويل هذا النوع من المشروعات بشرط استمرار المؤسسين لتمويل المشروع وحتى لا يتورطون مع ملاك جدد.

ويؤكد مدحت نافع على أهمية إجراء دراسة الجدوى باعتبارها شيئًا منطقيا وواجبًا، كما أن القروض أو التمويل ليسوا كافين لضمان نجاح المشروع، ومن أهم النصائح الاستمرارية وتلافي كل العيوب التي سبق ذكرها وأن تكون الفكرة أصيلة، وإن أراد صاحب المشروع تركه عليه أن يتركه وهو قائم بذاته بالفعل.

7- صعوبات التمويل

وأضاف نافع أنه بشكل عام هناك بعض المشكلات في حصول الشباب على التمويل، كما أن تشريعات الاستثمار تبدو صعبة وقاسية، لكن ليست عدوة للمشاريع وعلى الأقل تتساوى فرص المشروع الصغير مع الكبير في هذا السياق، بل بالعكس المشروع الصغير يجد له بعض المبادرات التي تعينه نتيجة أن احتياجه لرأس مال في البداية يكون بسيطًا.

وأضاف نافع أنه بشكل عام هناك بعض المشكلات في حصول الشباب على التمويل، كما أن تشريعات الاستثمار تبدو صعبة وقاسية، لكن ليست عدوة للمشاريع وعلى الأقل تتساوى فرص المشروع الصغير مع الكبير في هذا السياق، بل بالعكس المشروع الصغير يجد له بعض المبادرات التي تعينه نتيجة أن احتياجه لرأس مال في البداية يكون بسيطًا.

Scroll to Top